كتاب صحيح البخاري (اسم الجزء: 6)

بَابُ قَوْلِهِ: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ} [البقرة: ١٤٤]
إِلَى: (عَمَّا تَعْمَلُونَ)
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (تقلب وجهك) تردد وجهك وتصرف نظرك نحو جهة السماء رغبة أن يأتيك الوحي بتحويل القبلة. (فلنولينك) فلنحولنك ولنوجهنك. (قبلة) جهة تستقبلها في صلاتك. (ترضاها) تحبها وترغب أن توجه إليها وهي الكعبة. (شطر المسجد الحرام) نحوه وتلقاءه حيث توجد الكعبة والمسجد الحرام مكة وما حولها مما يسمى الحرم ويسمى بذلك لما له من حرمة وهي ما لا يحل انتهاكه من ذمة أو حق أو صحبة أو نحو ذلك. (إلى) وتتمتها {وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون}. .) (أوتوا الكتاب) لهم شرائع سابقة وهم اليهود والنصارى. (أنه) أن أمر القبلة وتحويلها إلى الكعبة. (الحق من ربهم) قال النسفي لأنه كان في بشارة أنبيائهم برسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يصلي القبلتين]
٤٤٨٩ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «لَمْ يَبْقَ مِمَّنْ صَلَّى القِبْلَتَيْنِ غَيْرِي»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٢١٩ (٤/١٦٣٣) -[ ش (صلى القبلتين) صلى الصلاة متوجها إلى بيت المقدس ثم صلاها متوجها إلى الكعبة]
بَابُ {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ} [البقرة: ١٤٥]
إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: ١٤٥]
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (آية) حجة واضحة وبرهان قاطع أن التوجه إلى الكعبة حق وأمر إلهي. (إلى قوله) وتتمتها {وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم. .} (أهواءهم) مرادهم وما يرضيهم. (العلم) الوحي الإلهي في شأن القبلة. (الظالمين) الذين ظلموا أنفسهم بتركهم الحق بعد وضوحه وحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يفعل ذلك ولكنه المنهج الإلهي في بيان أن الثبات على الحق الواضح المؤيد بالحجة والبرهان هو العدل وسبيل الظفر وأن اتباع الهوى والإعراض عن الهدى بعد استنارة الطريق ظلم فاحش وخسران بين أيا كان الفاعل]
٤٤٩٠ - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، بَيْنَمَا النَّاسُ فِي الصُّبْحِ بِقُبَاءٍ، جَاءَهُمْ رَجُلٌ فَقَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، وَأُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الكَعْبَةَ، أَلَا فَاسْتَقْبِلُوهَا، وَكَانَ وَجْهُ النَّاسِ إِلَى الشَّأْمِ، فَاسْتَدَارُوا بِوُجُوهِهِمْ إِلَى الكَعْبَةِ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٢٢٠ (٤/١٦٣٣) -[ ر ٣٩٥]
بَابُ {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الحَقَّ} [البقرة: ١٤٦]- إِلَى قَوْلِهِ - {فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ} [البقرة: ١٤٧]
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (يعرفونه. .) أي يعرفون محمدا صلى الله عليه وسلم معرفة جلية لا تلتبس على أحدهم كما لا يلتبس عليه أبناؤه من أبناء غيره. (فريقا منهم) بعض أحبارهم ورهبانهم العالمين بصفاته صلى الله عليه وسلم المذكورة ف - ي كتبهم. (ليكتمون الح - ق) يخفونه عنادا وحسدا. (إلى قوله) وتتمتها {وهم يعلمون. الحق من ربك. .} أي إن الحق هو ما ثبت أنه من عند الله تعالى. (الممترين) الشاكين في أحقية ما جاءك من الله تعالى وأن هؤلاء يعلمون الحقيقة ويكتمونها]
٤٤٩١ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: بَيْنَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ، إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ، فَقَالَ: «إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا، وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّأْمِ، فَاسْتَدَارُوا إِلَى الكَعْبَةِ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٢٢١ (٤/١٦٣٣) -[ ر ٣٩٥]
بَابُ {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ أَيْنَمَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (ولكل وجهة) لكل صاحب ملة جهة بتوجه إليها كقبلة له. (موليها) مختارها ومتوجه إليها ومستقبلها. (فاستبقوا الخيرات) بادروا بالطاعة واسبقوا غيركم إلى الفوز بالأولوية والأفضلية. ولا طاعة ولا فضل إلا باتباع خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم]
٤٤٩٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ البَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «صَلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ صَرَفَهُ نَحْوَ القِبْلَةِ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٢٢٢ (٤/١٦٣٤) -[ ش أخرجه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة رقم ٥٢٥]
[ر ٤٠]
بَابُ {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: ١٤٩] "
شَطْرُهُ: تِلْقَاؤُهُ "
٤٤٩٣ - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: بَيْنَا النَّاسُ فِي الصُّبْحِ بِقُبَاءٍ، إِذْ جَاءَهُمْ رَجُلٌ فَقَالَ: «أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، فَأُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا، وَاسْتَدَارُوا كَهَيْئَتِهِمْ فَتَوَجَّهُوا إِلَى الكَعْبَةِ وَكَانَ وَجْهُ النَّاسِ إِلَى الشَّأْمِ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٢٢٣ (٤/١٦٣٤) -[ ش (استداروا كهيئتهم) أي داروا وتوجهوا إلى العبة وهم في صلاتهم دون أن يقطعوها]
[ر ٣٩٥]
بَابُ {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} إِلَى قَوْلِهِ {وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [البقرة: ١٥٠]
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (إلى قوله) وتتمتها {فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني ولأتم نعمتي عليكم. .} أي بين الله تعالى لكم أمر القبلة حتى لا يبقى سبيل لأحد في جدالكم في التوجه إلى قبلة أو التحول إلى غيرها طالما أن الأمر توجيه من الله عز وجل والتزام لطاعته إلا ما يكون من أولئك المعاندين المشككين من اليهود خاصة ومن الناس عامة فلا تلتفتوا إليهم ولا تعبؤوا بمطاعنهم والتزموا طاعتي واحذروا مخالفة أمري وحدي فإني أنا الناصر لكم وهاديكم ومرشدكم إلى النعمة العظمى والمنة الكبرى وهي الإسلام الذي سيظهر على جميع الأديان ويكمل لكم في تشريعه ومنهجه وبه ستكونون أعزة كرماء في الدنيا وناجين سعداء في الآخرة]

الصفحة 22