كتاب صحيح البخاري (اسم الجزء: 6)

بَابُ قَوْلِهِ: {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ، وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ، فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا
فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ، وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: ١٨٤] وَقَالَ عَطَاءٌ: «يُفْطِرُ مِنَ المَرَضِ كُلِّهِ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى» وَقَالَ الحَسَنُ، وَإِبْرَاهِيمُ: «فِي المُرْضِعِ أَوِ الحَامِلِ، إِذَا خَافَتَا عَلَى أَنْفُسِهِمَا أَوْ وَلَدِهِمَا تُفْطِرَانِ ثُمَّ تَقْضِيَانِ، وَأَمَّا الشَّيْخُ الكَبِيرُ إِذَا لَمْ يُطِقِ الصِّيَامَ فَقَدْ أَطْعَمَ أَنَسٌ بَعْدَ مَا كَبِرَ عَامًا أَوْ عَامَيْنِ، كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا، خُبْزًا وَلَحْمًا، وَأَفْطَرَ» قِرَاءَةُ العَامَّةِ: {يُطِيقُونَهُ} [البقرة: ١٨٤]: وَهْوَ أَكْثَرُ
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (أياما) أي صوما موقتا بعدد معلوم من الأيام. (على سفر) مسافرا. (فعدة) فليفطر وليصم بدل ما أفطر من غير رمضان. (يطيقونه) لا عذر لهم في الفطر وكان هذا أول الأمر ثم نسخ. وقيل يطيقونه يتكلفونه وفي صومه مشقة عليهم كالشيخ الفاني والمريض مرضا مزمنا لا يبرأ منه فإنهم يفطرون ويفدون وعلى هذا القول لا نسخ في الآية. (كله) أي مطلق المرض. (كما قال الله تعالى) أي كقوله تعالى {مريضا} بدون قيد. (قراءة العامة) أي قراءة عامة القراء {يطيقونه} وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما {يطوقونه} كما في الحديث الآتي وقراءة العامة أكثر وأشهر وهي المتواترة]
٤٥٠٥ - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقْرَأُ وَعَلَى الَّذِينَ يُطَوَّقُونَهُ فَلَا يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «لَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ هُوَ الشَّيْخُ الكَبِيرُ، وَالمَرْأَةُ الكَبِيرَةُ لَا يَسْتَطِيعَانِ أَنْ يَصُومَا، فَيُطْعِمَانِ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا»
---------------

[رقم الحديث في طبعة البغا]
٤٢٣٥ (٤/١٦٣٨)
بَابُ {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: ١٨٥]
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (شهد) أي كان حاضرا مقيما غير مسافر في الشهر]
٤٥٠٦ - حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ قَرَأَ: (فِدْيَةُ طَعَامِ مَسَاكِينَ) قَالَ: «هِيَ مَنْسُوخَةٌ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٢٣٦ (٤/١٦٣٨) -[ ش (مساكين) وفي قراءة {مسكين} وهما متواترتان. (منسوخة) أي رفع حكم العمل بها وبقيت تلاوتها]
[ر ١٨٤٨]
٤٥٠٧ - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَزِيدَ، مَوْلَى سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، عَنْ سَلَمَةَ، قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: ١٨٤]. «كَانَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُفْطِرَ وَيَفْتَدِيَ، حَتَّى نَزَلَتِ الآيَةُ الَّتِي بَعْدَهَا فَنَسَخَتْهَا» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: «مَاتَ بُكَيْرٌ، قَبْلَ يَزِيدَ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٢٣٧ (٤/١٦٣٨) -[ ش أخرجه مسلم في الصيام باب بيان نسخ قوله تعالى وعلى الذين يطيقونه فدية رقم ١١٤٥
(يفتدي) يدفع الفدية. (الآية التي بعدها) وهي قوله تعالى {شهر رمضان. .}]
بَابُ {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} [البقرة: ١٨٧]
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (الرفث) الجماع. (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) أي كل منكم كاللباس للآخر من حيث الستر والمخالطة والسكن وخاصة عند النوم وذلك يستدعي الجماع. (تختانون) تظلمونها وتنقصونها حظها من الخير. (فالآن باشروهن) أي فمنذ الوقت جاز لكم مجامعتهن في ليالي الصوم. (ابتغوا) اطلبوا. (ما كتب الله لكم) ما قسم الله تعالى لكم من الرزق والولد]
٤٥٠٨ - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ، ح وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ البَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «لَمَّا نَزَلَ صَوْمُ رَمَضَانَ كَانُوا لَا يَقْرَبُونَ النِّسَاءَ رَمَضَانَ كُلَّهُ، وَكَانَ رِجَالٌ يَخُونُونَ أَنْفُسَهُمْ». فَأَنْزَلَ اللَّهُ {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ} [البقرة: ١٨٧]
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٢٣٨ (٤/١٦٣٩) -[ ر ١٨١٦]
بَابُ قَوْلِهِ: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي المَسَاجِدِ} [البقرة: ١٨٧] "

الصفحة 25