كتاب صحيح البخاري (اسم الجزء: 6)

سُورَةُ الأَنْفَالِ
بَابُ قَوْلِهِ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ، قُلْ: الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [الأنفال: ١]
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " الأَنْفَالُ: المَغَانِمُ " قَالَ قَتَادَةُ: {رِيحُكُمْ} [الأنفال: ٤٦]: «الحَرْبُ يُقَالُ نَافِلَةٌ عَطِيَّةٌ»
٤٦٤٥ - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: سُورَةُ الأَنْفَالِ، قَالَ: «نَزَلَتْ فِي بَدْرٍ» {الشَّوْكَةُ} [الأنفال: ٧]: «الحَدُّ»، (مُرْدَفِينَ): " فَوْجًا بَعْدَ فَوْجٍ، رَدِفَنِي وَأَرْدَفَنِي: جَاءَ بَعْدِي ". ذُوقُوا: «بَاشِرُوا وَجَرِّبُوا، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ ذَوْقِ الفَمِ»، {فَيَرْكُمَهُ} [الأنفال: ٣٧]: " يَجْمَعَهُ شَرِّدْ: فَرِّقْ "، {وَإِنْ جَنَحُوا} [الأنفال: ٦١]: «طَلَبُوا، السِّلْمُ وَالسَّلْمُ وَالسَّلَامُ وَاحِدٌ»، {يُثْخِنَ} [الأنفال: ٦٧]: «يَغْلِبَ» وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {مُكَاءً} [الأنفال: ٣٥]: «إِدْخَالُ أَصَابِعِهِمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ». {وَتَصْدِيَةً} [الأنفال: ٣٥]: «الصَّفِيرُ»، {لِيُثْبِتُوكَ} [الأنفال: ٣٠]: «لِيَحْبِسُوكَ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٣٦٨ (٤/١٧٠٣) -[ ش (ذات بينكم) ما بينكم من الأحوال حتى تكون أحوال ألفة ومحبة. (ريحكم) قوتكم. (الحد) أي السلاح والمنعة والقوة. (مردفين) بفتح الدال وكسرها قراءتان متواترتان والمعنى يردف بعضكم بعضا أي متتابعين. (فيركمه) من الركم وهو جمع الشيء وجعل بعضه فوق بعض. (فشرد. .) أكثر فيهم القتل والأسر ليخاف من سواهم من الأعداء فلا يجرؤوا على التحشد لمقاتلتك. (جنحوا) مالوا وطلبوا. (واحد) من حيث المعنى وهو الأمان والأمن. (يثخن) من الإثخان وهو كثرة القتل والمبالغة فيه والإثخان في كل شيء عبارة عن قوته وشدته مأخوذ من الثخانة وهي الغلظ والكثافة. والمعنى في الآية حتى يبلغ في قتال المشركين ويغلبهم ويقهرهم فيذل الكفر وأهله ويعز الإسلام وأنصاره. (مكاء. . تصدية) فسر المكاء بالصفير لأنه يشبه صوت طائر أبيض يسمى المكاء. وفسرت التصدية بالتصفيق مأخوذ من الصدى وهو الصوت الذي يرجع من الجبل ونحوه كالمجيب للمتكلم. (ليثبتوك) ليوثقوك أي يربطوك بالوثاق وهو الحبل ويحبسوك]
[ر ٣٨٠٥]
بَابُ {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ البُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} [الأنفال: ٢٢]
٤٦٤٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ البُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} [الأنفال: ٢٢] قَالَ: «هُمْ نَفَرٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٣٦٩ (٤/١٧٠٣) -[ ش (شر الدواب) أسؤوها والدواب جمع دابة وهي كل ما يدب على الأرض والمراد هنا الكفار وكل معرض عن الحق. (الصم) عن سماع الحق جمع أصم وهو الذي لا يسمع. (البكم) عن النطق بالحق جمع أبكم وهو من عجز عن الكلام خلقة. (لا يعقلون) لموقفهم المنحرف من الحق كأنهم لا عقول لهم / الأنفال ٢٢ /]
بَابُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا، اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ، وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الأنفال: ٢٤] "
اسْتَجِيبُوا: أَجِيبُوا لِمَا يُحْيِيكُمْ يُصْلِحُكُمْ "
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (يحول. .) أي يميته فتفوته الفرصة فلا يتمكن من الإيمان أو يجعل بينه وبين الخير والإيمان حاجزا]
٤٦٤٧ - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ عَاصِمٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ المُعَلَّى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَانِي، فَلَمْ آتِهِ حَتَّى صَلَّيْتُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقَالَ: " مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَ؟ أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ} [الأنفال: ٢٤] " ثُمَّ قَالَ: «لَأُعَلِّمَنَّكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي القُرْآنِ قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ»، فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَخْرُجَ فَذَكَرْتُ لَهُ، وَقَالَ مُعَاذٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعَ ⦗٦٢⦘ حَفْصًا، سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا، وَقَالَ: " هِيَ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ السَّبْعُ المَثَانِي "
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٣٧٠ (٤/١٧٠٤) -[ ر ٤٢٠٤]

الصفحة 61