كتاب صحيح البخاري (اسم الجزء: 6)

بَابُ
سُورَةِ يُونُسَ
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ} [يونس: ٢٤]: «فَنَبَتَ بِالْمَاءِ مِنْ كُلِّ لَوْنٍ» وَ {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الغَنِيُّ} [يونس: ٦٨] وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ} [يونس: ٢]: «مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» وَقَالَ مُجَاهِدٌ: «خَيْرٌ»، يُقَالُ: {تِلْكَ آيَاتُ} [البقرة: ٢٥٢]: «يَعْنِي هَذِهِ أَعْلَامُ القُرْآنِ»، وَمِثْلُهُ: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ} [يونس: ٢٢]: «المَعْنَى بِكُمْ»، يُقَالُ: {دَعْوَاهُمْ} [الأعراف: ٥] «دُعَاؤُهُمْ»، {أُحِيطَ بِهِمْ} [يونس: ٢٢]: «دَنَوْا مِنَ الهَلَكَةِ»، {أَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} [البقرة: ٨١]، فَاتَّبَعَهُمْ: «وَأَتْبَعَهُمْ وَاحِدٌ»، {عَدْوًا} [البقرة: ٩٧]: «مِنَ العُدْوَانِ» وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالخَيْرِ} [يونس: ١١]: " قَوْلُ الإِنْسَانِ لِوَلَدِهِ وَمَالِهِ إِذَا غَضِبَ: اللَّهُمَّ لَا تُبَارِكْ فِيهِ وَالعَنْهُ ". {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} [يونس: ١١]: «لَأُهْلِكُ مَنْ دُعِيَ عَلَيْهِ وَلَأَمَاتَهُ»، {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى} [يونس: ٢٦]: «مِثْلُهَا حُسْنَى». {وَزِيَادَةٌ} [يونس: ٢٦]: «مَغْفِرَةٌ وَرِضْوَانٌ» وَقَالَ غَيْرُهُ: «النَّظَرُ إِلَى وَجْهِهِ الكِبْرِيَاءُ المُلْكُ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (قالوا. .) أي قال كفار مكة الملائكة بنات الله تعالى كما قالت اليهود عزيز ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله تعالى الله عن ذلك. (سبحانه) تنزه عما قالوه وعن كل نقص واحتياج ومشابهة للمخلوقات. (الغني) عن الولد والزوجة والشريك وقولهم هذا حماقة وعناد. (قدم صدق) سابقة إلى الخير. (أعلام القرآن) أحكامه وعظاته وعبره ودلائله وحججه وغير ذلك. (مثله) أي في الالتفات عن الخطاب إلى الغيبة فبدل هذه قال تلك وبدل بكم قال بهم. (دنوا) قربوا. (أحاطت. .) استولت عليه وسدت عليه مسالك الهداية والنجاة. (واحد) في المعنى وهو اللحوق بهم. (عدوا) أي من أجل الاعتداء عليهم. (يعجل) من التعجيل وهو تقديم الشيء قبل وقته والاستعجال طلب العجلة. (الشر) الذي يدعون به على أنفسهم عند الغضب أو العذاب الذي طلبوا أن ينزل عليهم. (استعجالهم الخير) كما يعجل لهم الإجابة بالخير أو كما يحبون أن يعجل لهم إجابة دعائهم بالخير. (لقضي. .) لفرغ من هلاكهم وماتوا جميعا. (أحسنوا) بالإيمان والعمل الصالح. (الحسنى) المثوبة الحسنى وهي الجنة وفسرت الزيادة برؤية الله عز وجل والنظر إلى وجهه الكريم وقيل غير ذلك]
بَابُ {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ البَحْرَ، فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا، حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الغَرَقُ قَالَ: آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ} [يونس: ٩٠]
{نُنَجِّيكَ} [يونس: ٩٢]: " نُلْقِيكَ عَلَى نَجْوَةٍ مِنَ الأَرْضِ، وَهُوَ النَّشَزُ: المَكَانُ المُرْتَفِعُ "
٤٦٨٠ - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ وَاليَهُودُ تَصُومُ عَاشُورَاءَ، فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ ظَهَرَ فِيهِ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: «أَنْتُمْ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْهُمْ فَصُومُوا»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٤٠٣ (٤/١٧٢٢) -[ ر ١٩٠٠]
سُورَةُ هُودٍ
وَقَالَ أَبُو مَيْسَرَةَ: " الأَوَّاهُ: الرَّحِيمُ بِالحَبَشِيَّةِ " وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (بَادِئَ الرَّأْيِ): «مَا ظَهَرَ لَنَا» وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {الجُودِيُّ} [هود: ٤٤]: «جَبَلٌ بِالْجَزِيرَةِ» وَقَالَ الحَسَنُ: {إِنَّكَ لَأَنْتَ الحَلِيمُ} [هود: ٨٧]: «يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ» وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {أَقْلِعِي} [هود: ٤٤]: «أَمْسِكِي»، {عَصِيبٌ} [هود: ٧٧]
⦗٧٣⦘: «شَدِيدٌ». {لَا جَرَمَ} [هود: ٢٢]: «بَلَى». {وَفَارَ التَّنُّورُ} [هود: ٤٠]: «نَبَعَ المَاءُ» وَقَالَ عِكْرِمَةُ: «وَجْهُ الأَرْضِ» {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [هود: ٥] وَقَالَ غَيْرُهُ: {وَحَاقَ} [هود: ٨]: «نَزَلَ». {يَحِيقُ} [فاطر: ٤٣]: «يَنْزِلُ». {يَئُوسٌ}: «فَعُولٌ مِنْ يَئِسْتُ» وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {تَبْتَئِسْ} [هود: ٣٦]: «تَحْزَنْ». {يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} [هود: ٥]: «شَكٌّ وَامْتِرَاءٌ فِي الحَقِّ». {لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ} [هود: ٥]: «مِنَ اللَّهِ إِنِ اسْتَطَاعُوا»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (لاجرم) تأتي بمعنى لابد ولا محالة وبمعنى حقا. (الأواه) يشير إلى قوله تعالى {إن إبراهيم لحليم أواه منيب} / هود ٧٥ /. (بادي الرأي) ظاهره الذي لا روية فيه. (يستهزئون به) أي يقولون له هذا الكلام استهزاء به وإن كان هو كذلك في واقع الأمر. (فار التنور) كناية عن اشتداد الأمر وصعوبته وفسر بنبع الماء وفسر التنور بوجه الأرض وفار في الأصل من الفوران وهو الغليان والتنور اسم لما يشوى فيه الخبز وهو فارسي معرب]

الصفحة 72