كتاب صحيح البخاري (اسم الجزء: 6)

بَابُ {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ} [الإسراء: ٨٥]
٤٧٢١ - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَرْثٍ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى عَسِيبٍ، إِذْ مَرَّ اليَهُودُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، فَقَالَ: مَا رَأْيُكُمْ إِلَيْهِ؟ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا يَسْتَقْبِلُكُمْ بِشَيْءٍ تَكْرَهُونَهُ، فَقَالُوا: سَلُوهُ، فَسَأَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ شَيْئًا، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ، فَقُمْتُ مَقَامِي فَلَمَّا نَزَلَ الوَحْيُ، قَالَ: " {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ، قُلْ: الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ العِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: ٨٥] "
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٤٤٤ (٤/١٧٤٩) -[ ش (حرث) زراعة أي أرض مزروعة. (ما رابكم إليه) بصيغة الماضي من الريب وذكره في [النهاية] بضم الباء (ما رابكم إليه) أي ما رابكم وحاجتكم إلى سؤاله وفي نسخة (ما رأيكم) أي فكركم. وفي العيني قال الخطابي الصواب (ما أربكم) أي ما حاجتكم]
[ر ١٢٥]
بَابُ {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: ١١٠]
٤٧٢٢ - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: ١١٠] قَالَ: " نَزَلَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُخْتَفٍ بِمَكَّةَ، كَانَ إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالقُرْآنِ، فَإِذَا سَمِعَهُ المُشْرِكُونَ سَبُّوا القُرْآنَ وَمَنْ أَنْزَلَهُ وَمَنْ جَاءَ بِهِ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} [الإسراء: ١١٠] أَيْ بِقِرَاءَتِكَ، فَيَسْمَعَ المُشْرِكُونَ فَيَسُبُّوا القُرْآنَ {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: ١١٠] عَنْ أَصْحَابِكَ فَلَا تُسْمِعْهُمْ، {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} [الإسراء: ١١٠] "
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٤٤٥ (٤/١٧٤٩) -[ ش أخرجه مسلم في الصلاة باب التوسط في القراءة في الصلاة الجهرية. . رقم ٤٤٦
(تجهر) ترفع صوتك أكثر مما يحتاج إليه. (تخافت) تسر. (ابتغ) اقصد. (بين ذلك) بين الجهر والسر. (سبيلا) طريقا وسطا معتدلا / الإسراء ١١٠ /]
[٧٠٥٢ - ٧٠٨٧ - ٧١٠٨]
٤٧٢٣ - حَدَّثَنِي طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «أُنْزِلَ ذَلِكَ فِي الدُّعَاءِ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٤٤٦ (٤/١٧٥٠) -[ ش (ذلك) إشارة إلى قوله تعالى {ولا تجهر بصلاتك}. (الدعاء) وسمي صلاة لأنه جزء منها أو لأن المعنى اللغوي للصلاة الدعاء]
[٥٩٦٨ - ٧٠٨٨]
سُورَةُ الكَهْفِ
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {تَقْرِضُهُمْ} [الكهف: ١٧]: «تَتْرُكُهُمْ» (وَكَانَ لَهُ ثُمُرٌ): «ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ» وَقَالَ غَيْرُهُ: «جَمَاعَةُ الثَّمَرِ» {بَاخِعٌ} [الكهف: ٦]: «مُهْلِكٌ»، {أَسَفًا} [الأعراف: ١٥٠]: «نَدَمًا» {الكَهْفُ} [الكهف: ٩]: «الفَتْحُ فِي الجَبَلِ»، وَالرَّقِيمُ: «الكِتَابُ»، {مَرْقُومٌ} [المطففين: ٩]: «مَكْتُوبٌ، مِنَ الرَّقْمِ» {رَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ} [الكهف: ١٤]: «أَلْهَمْنَاهُمْ صَبْرًا»، {لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} [القصص: ١٠]، {شَطَطًا} [الكهف: ١٤]: «إِفْرَاطًا»، الوَصِيدُ " الفِنَاءُ، جَمْعُهُ: وَصَائِدُ وَوُصُدٌ، وَيُقَالُ الوَصِيدُ البَابُ " {مُؤْصَدَةٌ} [البلد: ٢٠]: «مُطْبَقَةٌ، آصَدَ البَابَ وَأَوْصَدَ»، {بَعَثْنَاهُمْ} [الكهف: ١٢]: «أَحْيَيْنَاهُمْ»، {أَزْكَى} [البقرة: ٢٣٢]: " أَكْثَرُ،، وَيُقَالُ: أَحَلُّ، وَيُقَالُ: أَكْثَرُ رَيْعًا " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (أُكْلَهَا)، {وَلَمْ تَظْلِمْ} [الكهف: ٣٣]: «لَمْ تَنْقُصْ» وَقَالَ سَعِيدٌ: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: {الرَّقِيمُ} [الكهف: ٩]: «اللَّوْحُ مِنْ رَصَاصٍ، كَتَبَ عَامِلُهُمْ أَسْمَاءَهُمْ، ثُمَّ طَرَحَهُ فِي خِزَانَتِهِ، فَضَرَبَ اللَّهُ عَلَى آذَانِهِمْ فَنَامُوا» وَقَالَ غَيْرُهُ: " وَأَلَتْ ⦗٨٨⦘ تَئِلُ: تَنْجُو " وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {مَوْئِلًا} [الكهف: ٥٨]: «مَحْرِزًا»، {لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا} [الكهف: ١٠١]: «لَا يَعْقِلُونَ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (تقرضهم) أصل القرض القطع أي تقطعهم وتتجاوز عنهم. (غيره) قيل هو قتادة رحمه الله تعالى. (جماعة. .) أي ثمر بضمتين جمع ثمر بفتحتين وفي قراءة {ثمر} بفتحتين وفي ثالثة {ثمر} بضم الثاء وسكون الميم. (أسفا) الأسف المبالغة في الحزن والغضب. (الكهف) الغار الواسع في الجبل. (الرقيم) هو لوح كتب فيه أسماء أصحاب الكهف وقصتهم ثم وضع على باب الكهف وقيل غير ذلك فيكون الرقيم بمعنى المرقوم أي المكتوب ويقال له كتاب والرقم الكتابة والخط والعلامة. (ربطنا على قلبها) شددنا عليه بالصبر والتثبيت وقويناه بنور الإيمان حتى صبرت على ما يحدث لولدها وهي تراه ولا تستطيع أن تقول إنه ولدي والآية تقص عن أم موسى عليه السلام. (شططا) قولا ذا شطط والشطط في الأصل مجاوزة القدر والإ فراط في الظلم والإبعاد فيه أي قولا في غاية الكذب والبهتان. (الفناء) سعة أمام البيوت أو ما امتد من جوانبها. وقيل المراد بالوصيد عتبة الباب. (بعثناهم) أيقظناهم من نومهم وفسر الإيقاظ بالإحياء لأن النوم يسمى موتا. (أزكى) من الزكاة وهي الزيادة والنماء. (ريعا) الريع هو فضل كل شيء والزيادة والنماء ويستعمل لمعان أخرى. (فضرب الله) يشير إلى قوله تعالى {فضربنا على آذانهم في الكهف
سنين عددا} / الكهف ١١ / أي ألقينا عليهم النوم ومنعنا نفوذ الأصوات إلى مسامعهم فاستغرقوا وناموا نومة ثقيلة استمرت سنين كثيرة. (عددا) تعد عددا لكثرتها. (موئلا) ملجأ ومحرزا من الحرز بمعناه. (لا يستطيعون سمعا) لا يطيقون أن يسمعوا آيات الله عز وجل وما يقال لهم من دعوة الخير وإذا طرق آذانهم لا يتدبرونه ولا يفهمونه فلا يؤمنون به لما غلب عليهم من الشقاء والضلال والعناد]

الصفحة 87