كتاب صحيح البخاري (اسم الجزء: 6)

بَابُ {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} [طه: ٤١]
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (اصطنعتك. .) اخترتك واصطفيتك واختصصتك بالرسالة والنبوة. (اليم. .) يفسر لفظ اليم الوارد في قوله تعالى {فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل} / طه ٣٩ /. والمراد به نهر النيل وسمي بحرا لتبحره أي سعته أيام الزيادة]
٤٧٣٦ - حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " التَقَى آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى لِآدَمَ: آنْتَ الَّذِي أَشْقَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الجَنَّةِ؟ قَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ، وَاصْطَفَاكَ لِنَفْسِهِ وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَوَجَدْتَهَا كُتِبَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي، قَالَ: نَعَمْ، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى "
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٤٥٩ (٤/١٧٦٤) -[ ر ٣٢٢٨]
بَابُ {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي البَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى، فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ اليَمِّ مَا غَشِيَهُمْ وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى} [طه: ٧٨] «اليَمُّ البَحْرُ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (أسر) سر بهم في الليل. (فاضرب لهم طريقا) اجعل لهم طريقا بضربك البحر بعصاك. (البحر) بحر القلزم وهو البحر الأحمر. (يبسا) يابسا ليس فيه ماء ولا طين. (دركا) إدراكا من فرعون وقومه. (ولا تخش) غرقا من البحر أمامك. (فغشيهم) أصابهم وغطاهم. (وما هدى) ما هداهم سبيل الرشاد كما ادعى بقوله كما حكاه القرآن {وما أهديكم إلا سبيل الرشاد} / غافر ٢٩ /]
٤٧٣٧ - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ وَاليَهُودُ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَسَأَلَهُمْ، فَقَالُوا: هَذَا اليَوْمُ الَّذِي ظَهَرَ فِيهِ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ فَصُومُوهُ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٤٦٠ (٤/١٧٦٤) -[ ر ١٩٠٠]
بَابُ قَوْلِهِ: {فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الجَنَّةِ فَتَشْقَى} [طه: ١١٧]
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (فلا. .) أي احذرا من أن يتسبب الشيطان في إخراجكما من الجنة بمخالفة الأمر الإلهي فيكون ذلك سببا لشقائك يا آدم في الأرض إذ يصبح عليك أن تتعب لتحصل عيشك من كد يمينك وبعرق جبينك]
٤٧٣٨ - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حَاجَّ مُوسَى آدَمَ، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ الَّذِي أَخْرَجْتَ النَّاسَ مِنَ الجَنَّةِ بِذَنْبِكَ وَأَشْقَيْتَهُمْ، قَالَ: قَالَ آدَمُ: يَا مُوسَى، أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ، أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي - أَوْ قَدَّرَهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي - " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٤٦١ (٤/١٧٦٤) -[ ر ٣٢٢٨]
سُورَةُ الأَنْبِيَاءِ
٤٧٣٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَالكَهْفُ، وَمَرْيَمُ، وَطه، وَالأَنْبِيَاءُ: هُنَّ مِنَ العِتَاقِ الأُوَلِ، وَهُنَّ مِنْ تِلَادِي، وَقَالَ قَتَادَةُ: {جُذَاذًا} [الأنبياء: ٥٨]: «قَطَّعَهُنَّ» وَقَالَ الحَسَنُ: {فِي فَلَكٍ} [يس: ٤٠]: «مِثْلِ فَلْكَةِ المِغْزَلِ»، {يَسْبَحُونَ} [يس: ٤٠]: «يَدُورُونَ» قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {نَفَشَتْ} [الأنبياء: ٧٨]: «رَعَتْ لَيْلًا»، {يُصْحَبُونَ} [الأنبياء: ٤٣]: «يُمْنَعُونَ»، {أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} [الأنبياء: ٩٢]: " قَالَ: دِينُكُمْ دِينٌ وَاحِدٌ " وَقَالَ عِكْرِمَةُ: {حَصَبُ} [الأنبياء: ٩٨]: «حَطَبُ ⦗٩٧⦘ بِالحَبَشِيَّةِ» وَقَالَ غَيْرُهُ: {أَحَسُّوا} [الأنبياء: ١٢]: «تَوَقَّعُوا مِنْ أَحْسَسْتُ»، {خَامِدِينَ} [الأنبياء: ١٥]: «هَامِدِينَ»، {وَالحَصِيدُ}: «مُسْتَأْصَلٌ، يَقَعُ عَلَى الوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالجَمِيعِ»، {لَا يَسْتَحْسِرُونَ} [الأنبياء: ١٩]: " لَا يُعْيُونَ، وَمِنْهُ {حَسِيرٌ} [الملك: ٤]: وَحَسَرْتُ بَعِيرِي "، {عَمِيقٌ} [الحج: ٢٧]: «بَعِيدٌ»، {نُكِسُوا} [الأنبياء: ٦٥]: «رُدُّوا»، {صَنْعَةَ لَبُوسٍ} [الأنبياء: ٨٠]: «الدُّرُوعُ»، {تَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ} [الأنبياء: ٩٣]: «اخْتَلَفُوا، الحَسِيسُ وَالحِسُّ، وَالجَرْسُ وَالهَمْسُ وَاحِدٌ، وَهُوَ مِنَ الصَّوْتِ الخَفِيِّ»، {آذَنَّاكَ} [فصلت: ٤٧]: «أَعْلَمْنَاكَ»، {آذَنْتُكُمْ} [الأنبياء: ١٠٩]: «إِذَا أَعْلَمْتَهُ، فَأَنْتَ وَهُوَ عَلَى سَوَاءٍ لَمْ تَغْدِرْ» وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ} [الأنبياء: ١٣]: «تُفْهَمُونَ»، {ارْتَضَى} [الأنبياء: ٢٨]: «رَضِيَ»، {التَّمَاثِيلُ} [الأنبياء: ٥٢]: «الأَصْنَامُ»، {السِّجِلُّ} [الأنبياء: ١٠٤]: «الصَّحِيفَةُ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٤٦٢ (٤/١٧٦٥) -[ ش (جذاذا) حطاما وقطعا مكسرة وقرأ الكسائي بكسر الجيم {جذاذا} جمع جذيذ وقرأ الباقون بضمها و {جذاذا} بالضم يقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث. (الحسن) البصري رحمه الله تعالى. (فلك) هو مدار النجوم الذي يضمها وهو في كلام العرب كل شيء مستدير. (فلكة مغزل) مجراه وسرعة سيره. (يسبحون) يجرون ويدورون بسرعة كالسابح. (يصحبون) من الإصحاب وهو الإجارة والمنع أي الحفظ والحماية. (أمتكم. .) ملتكم ودينكم أي جميع من سبق من الأنبياء والمؤمنين بهم دينهم واحد وهو الإسلام دين التوحيد وسمي الدين أمة لاجتماع أهله على مقصد واحد. وأمة واحدة منصوب على أنه حال أي متوحدة غير متفرقة والعامل فيها ما دل عليه اسم الإشارة في الآية {إن هذه} أي يشار إليها. (حصب) هو ما توقد به النار وتهيج. (أحسست) الشيء شعرت به أو علمته. (هامدين) أي ميتين. (حصيد) مقطوع مستأصل أي مقلوع من أصله واللفظ في الأنبياء / ١٥ / {حصيدا} (لا يعيون) لا يعجزون ولا ينقطعون وفي نسخة (يعيون) بضم الياء من الإعياء وهو التعب الشديد. (حسير) كليل متعب أو هو المنقطع الواقف عيا وكللا. (نكسوا) عادوا إلى الضلال بعد أن استقاموا وأصل النكس قلب الشيء وجعل أعلاه أسفله. (لبوس) ما يلبس من ثياب ونحوها وتستعمل بمعنى السلاح. (الدروع) جمع درع وهو قميص ونحوه من زرد الحديد أو صفائحه. (تقطعوا. .) تفرقوا شيعا. (الحسيس. .) يشير إلى قوله تعالى {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون. لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون} / الأنبياء ١٠١، ١٠٢ /. والمعنى أن المؤمنين الذين كتبت لهم السعادة ووعدوا بالجنة يؤخذون يوم القيامة بعيدا عن النار بحيث لا
يسمعون صوت حركة لهيبها رغم أنه يسمع من مسافات بعيدة وهم مع ذلك يتنعمون فيما يطيب لهم وتلذ به نفوسهم ما شاء الله تعالى لهم أن يتنعموا جزاء وفاقا على ما كان منهم من إيمان وعمل صالح. (آذنتكم على سواء) أعلمتكم بالحرب وأن لا صلح بيننا مستوين في العلم به فلا غدر ولا خداع. (تسألون) عما جرى عليكم ونزل بأموالكم فتجيبوا السائل عن علم ومشاهدة. (ارتضى) رضي الله تعالى عنه أو كان قد رضي بالإيمان بالله تعالى وتوحيده وتصديق رسله. (التماثيل) جمع تمثال وهو كل مصنوع شبيها بخلق الله تعالى]
[ر ٤٤٣١]

الصفحة 96