كتاب صحيح البخاري (اسم الجزء: 6)

بَابُ {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا} [الأنبياء: ١٠٤]
٤٧٤٠ - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، شَيْخٌ مِنَ النَّخَعِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا، {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ، وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: ١٠٤]، ثُمَّ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ القِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ، أَلَا إِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي، فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ العَبْدُ الصَّالِحُ: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا، مَا دُمْتُ فِيهِمْ} [المائدة: ١١٧] إِلَى قَوْلِهِ {شَهِيدٌ} [المائدة: ١١٧] فَيُقَالُ: إِنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ "
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٤٦٣ (٤/١٧٦٦) -[ ر ٣١٧١]
سُورَةُ الحَجِّ
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: {المُخْبِتِينَ} [الحج: ٣٤]: «المُطْمَئِنِّينَ» وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " فِي إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ، إِذَا حَدَّثَ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي حَدِيثِهِ، فَيُبْطِلُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ وَيُحْكِمُ آيَاتِهِ، وَيُقَالُ: أُمْنِيَّتُهُ قِرَاءَتُهُ "، {إِلَّا أَمَانِيَّ} [البقرة: ٧٨]: «يَقْرَءُونَ وَلَا يَكْتُبُونَ» وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {مَشِيدٌ} [الحج: ٤٥]: «بِالقَصَّةِ جِصٌّ» وَقَالَ غَيْرُهُ: {يَسْطُونَ} [الحج: ٧٢]: «يَفْرُطُونَ، مِنَ السَّطْوَةِ»، وَيُقَالُ: {يَسْطُونَ} [الحج: ٧٢]: «يَبْطِشُونَ»، {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ} [الحج: ٢٤]: «أُلْهِمُوا» وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ: إِلَى القُرْآنِ {وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الحَمِيدِ} [الحج: ٢٤]: «الإِسْلَامِ» وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {بِسَبَبٍ} [الحج: ١٥]: «بِحَبْلٍ إِلَى سَقْفِ البَيْتِ»، {ثَانِيَ عِطْفِهِ} [الحج: ٩]: «مُسْتَكْبِرٌ»، {تَذْهَلُ} [الحج: ٢]: «تُشْغَلُ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (المخبتين) من أخبت لله تعالى أو إليه خشع قلبه لعبادته وأطمأن بإيمانه به. (حدث) الناس بشرائع الإسلام ورغب في إيمانهم وطمع في إجابتهم. (ألقى الشيطان. .) وسوس لهؤلاء الناس بما يصدهم عن الحقيقة. (فيبطل. .) يذهبه من النفوس بوضوح الدلائل والبراهين التي تؤكد الحق المبين في آيات الله تعالى وتثبته في القلوب. (يحكم) يثبت. (أماني) جمع أمنية وهي ما يرغب الإنسان أن يناله ويحدث نفسه بوقوعه وكانت أماني أهل الكتاب أنهم لا يعذبون ولا يحاسبون. وفسرها البخاري رحمه الله تعالى بأنهم لا يعرفون من كتابهم إلا قراءته. (مشيد) مبني بالشيد وهو الجص أو الكلس وهو المراد بالقصة. أو المراد بمشيد أنه عال مرتفع. (يفرطون) يعجلون بالاعتداء. (السطوة) الأخذ بعنف وشدة. (الطيب من القول) كلمة التوحيد في الدنيا أو كلمات الثناء على الله تعالى في الآخرة. (تذهل) تسلو عنه وتتركه بسبب انشغالها بما هو أهم]
بَابُ {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى} [الحج: ٢]
٤٧٤١ - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ: يَا آدَمُ، يَقُولُ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، فَيُنَادَى بِصَوْتٍ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ، قَالَ: يَا رَبِّ وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ - أُرَاهُ قَالَ - تِسْعَ مِائَةٍ ⦗٩٨⦘ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، فَحِينَئِذٍ تَضَعُ الحَامِلُ حَمْلَهَا، وَيَشِيبُ الوَلِيدُ، وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى، وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ " فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى تَغَيَّرَتْ وُجُوهُهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، وَمِنْكُمْ وَاحِدٌ، ثُمَّ أَنْتُمْ فِي النَّاسِ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جَنْبِ الثَّوْرِ الأَبْيَضِ - أَوْ كَالشَّعْرَةِ البَيْضَاءِ فِي جَنْبِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ - وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الجَنَّةِ» فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: «ثُلُثَ أَهْلِ الجَنَّةِ» فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: «شَطْرَ أَهْلِ الجَنَّةِ» فَكَبَّرْنَا قَالَ أَبُو أُسَامَةَ عَنِ الأَعْمَشِ، {تَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} [الحج: ٢]، وَقَالَ: «مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ» وَقَالَ جَرِيرٌ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ: (سَكْرَى وَمَا هُمْ بِسَكْرَى)
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٤٤٦٤ (٤/١٧٦٧) -[ ش (سكرى) هي قراءة حمزة وعلي / الحج ٢ /.]
[ر ٣١٧٠]

الصفحة 97