كتاب الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (اسم الجزء: 6)

فأسلموا، فاجْتووا (¬1) المدينة، فأَمَرهم أن يأتوا إِبلَ الصَّدقة فيشربوا من أبوالها وألبانها، ففعلوا فصحُّوا، فارتدُّوا، فقتلوا رعاتها واسْتاقُوا الإِبلَ.
فبعث في آثارهم فأُتي بهم، فقطع أيديهم وأرجلهم وسَمل أعينهم، ثم لم يحسمهم (¬2) حتى ماتوا" (¬3).
وفي رواية: "فرأيت الرجُل منهم يَكْدُِمُ (¬4) الأرض بلسانه حتى يموت" (¬5).
أمَّا نبذهم في الشمس حتى يموتوا، فهو في بعض ألفاظ حديث أنس -رضي الله عنه- وفيه: "وسمَّر أعينهم ثم نبَذهم في الشمس حتى ماتوا" (¬6).

فائدة "1":
سُئل شيخ الإِسلام -رحمه الله- عن ثلاثةٍ من اللصوص، أخذ اثنان منهم جَمَّالا، والثالث قتل الجمَّال: هل تُقتَل الثلاثة؟
¬__________
(¬1) فاجتووا: قال النووي: " ... أي لم توافقهم وكرهوها لسقم أصابهم، قالوا: وهو مثشقٌّ من الجوى؛ وهو داء في الجوف".
(¬2) لم يحسمهم: الحسم هنا أن توضع اليد بعد القطع في زيت حار وذلك لمنع استمرار نزف الدم، ويتحقَّق بأيِّ صورة طبيَّة يمكن أن تمنع نزْف الدم، وتقدّم.
(¬3) أخرجه البخاري (6802)، ومسلم (1671).
(¬4) يكدُِمُ: أي يقبض عليها ويعضّ. "النهاية"
(¬5) أخرجه البخاري (5685).
(¬6) أخرجه البخاري (6899)، ومسلم (1671).

الصفحة 131