كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 6)

§الرَّبِيعُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنَسِ بْنِ الدَّيَّانِ وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ قَطَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ مِنْ مَذْحِجٍ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: دُلُّونِي عَلَى رَجُلٍ إِذَا كَانَ فِي الْقَوْمِ وَهُوَ أَمِيرٌ فَكَأَنَّهُ لَيْسَ بِأَمِيرٍ وَإِذَا كَانَ فِيهِمْ وَهُوَ غَيْرُ أَمِيرٍ فَكَأَنَّهُ أَمِيرٌ فَقَالُوا: مَا نَعْلَمُهُ إِلَّا الرَّبِيعُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنَسٍ وَكَانَ مُتَوَاضِعًا خَيِّرًا وَقَدْ وَلِيَ خُرَاسَانَ وَفَتَحَ عَامَّتَهَا وَكَانَ لَهُ أَخٌ يُقَالُ لَهُ الْمُهَاجِرُ بْنُ زِيَادٍ , وَكَانَ صَالِحًا وَقُتِلَ مَعَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ شَهِيدًا يَوْمَ تُسْتَرَ وَلَهُ يَقُولُ الْقَائِلُ:
[البحر البسيط]
وَيَوْمَ قَامَ أَبُو مُوسَى بِخُطْبَتِهِ ... رَاحَ الْمُهَاجِرُ فِي حِلٍّ بِإِجْمَالِ
فَالْبَيْتُ بَيْتُ بَنِي الدَّيَّانِ نَعْرِفُهُ ... فِي آلِ مَذْحِجِ مِثْلُ الْجَوْهَرِ الْغَالِي
قَالَ: وَكَانَ الْمُهَاجِرُ أَرَادَ يَوْمَ تُسْتَرَ أَنْ يَشْرِيَ نَفْسَهُ لِلَّهِ وَكَانَ صَائِمًا فَجَاءَ أَخٌ لَهُ إِلَى أَبِي مُوسَى فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ فَقَالَ: أَعْزِمُ عَلَى كُلِّ مَنْ كَانَ صَائِمًا أَنْ يُفْطِرَ فَأَفْطَرَ الْمُهَاجِرُ ثُمَّ رَاحَ فَقُتِلَ
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو أَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ ذَكْوَانَ الْمُعَلِّمِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، فِي حَدِيثٍ -[160]- رَوَاهُ وَصَفُ فِيهِ الرَّبِيعَ بْنَ زِيَادٍ الْحَارِثِيَّ قَالَ: «§رَجُلٌ أَبْيَضُ خَفِيفُ اللَّحْمِ خَفِيفُ الْجِسْمِ»

الصفحة 159