كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 6)

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا رَأَى الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ قَالَ: §وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: §مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشَدَّ تَلَطُّفًا فِي الْعِبَادَةِ مِنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: مَا جَلَسَ رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ فِي مَجْلِسٍ كَانَ يَقُولُ: §أَكْرَهُ أَنْ أَرَى شَيْئًا اسْتَشْهِدُ عَلَيْهِ فَلَا أَشْهَدُ أَوْ أَرَى حَامِلَةً فَلَا أُعِينُهَا أَوْ أَرَى مَظْلُومًا فَلَا أَنْصُرُهُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: مَا جَلَسَ عَلَى مَجْلِسٍ وَلَا عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ مُذْ تَأَزَّرَ بِإِزَارٍ وَقَالَ آخَرُ: أَوْ يَفْتَرِيَ رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ فَأُكَلَّفَ عَلَيْهِ الشَّهَادَةَ أَوْ لَا أَغَضُّ الْبَصَرَ أَوْ لَا أَهْدِي السَّبِيلَ
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَا سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ يَذْكُرُ شَيْئًا قَطُّ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا أَنَّهُ قَالَ يَوْمًا: §كَمْ لِلْتَيْمِ مَسْجِدٌ
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَلَّمَا كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يَمُرُّ عَلَى الْمَجْلِسِ وَفِيهِ بَكْرُ بْنُ مَاعِزٍ إِلَّا قَالَ لَهُ: يَا بَكْرُ بْنَ مَاعِزٍ «§اخْزِنْ لِسَانَكَ إِلَّا مِمَّا لَكَ وَلَا عَلَيْكَ إِنِّي اتَّهَمْتُ النَّاسَ عَلَى دِينِي»
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مُنْذِرٍ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " يَا عَبْدَ اللَّهِ §قُلْ خَيْرًا أَوِ اعْمَلْ خَيْرًا وَدُمْ عَلَى صَالِحَةٍ -[184]-، لَا يَطُولَنَّ عَلَيْكَ الْأَمَدُ وَلَا يَقْسُوَنَّ قَلْبُكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا {سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} [الأنفال: 21] ، يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ عَمِلْتَ خَيْرًا فَأَتْبِعْ خَيْرًا خَيْرًا؛ فَإِنَّهُ سَيَأْتِي عَلَيْكَ يَوْمٌ تَوَدُّ لَوِ ازْدَدْتَ، وَإِنْ كَانَ مَضَى مِنْكَ لَهُمْ لَا مَحَالَةَ فَاعْمَلْ خَيْرًا فَإِنَّهُ يَقُولُ {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] ، يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا عَلَّمَكَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ مِنْ عِلْمٍ فَاحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهِ وَمَا اسْتُؤْثِرَ عَلَيْكَ فِيهِ مِنْ عِلْمٍ فَكِلْهُ إِلَى عَالِمِهِ وَلَا تَكَلَّفْ فَإِنَّهُ يَقُولُ {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} [ص: 87] ، يَا عَبْدَ اللَّهِ اعْلَمْ أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا طَالَتْ غَيْبَتُهُ وَحَانَتْ جِيئَتُهُ فَانْتَظَرَهُ أَهْلُهُ كَأَنْ قَدْ جَاءَ، فَأَكْثِرُوا ذِكْرَ هَذَا الْمَوْتِ الَّذِي لَمْ تَذُوقُوا قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَالسَّرَائِرَ السَّرَائِرَ اللَّاتِي يَخْفَيْنَ مِنَ النَّاسِ وَهُنَّ لِلَّهِ بَوَادٍ "

الصفحة 183