كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 6)

قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ «أَنَّ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ §مَرَّ بِالْحَدَّادِينَ فَنَظَرَ إِلَى الْكِيرِ وَمَا فِيهِ فَخَرَّ» قَالَ: الْأَعْمَشُ «فَمَرَرْتُ بِالْحَدَّادِينَ فَنَظَرْتُ إِلَى الْكِيرِ أُرِيدُ أَنْ أَتَشَبَّهَ بِالرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ يَعْنِي نَفْسَهُ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ خَيْرٌ»
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ " أَنَّهُ كَانَ يَكْنُسُ الْحُشَّ بِنَفْسِهِ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ تُكْفَى هَذَا. قَالَ: إِنِّي §أُحِبُّ أَنْ آخُذَ بِنَصِيبِي مِنَ الْمِهْنَةِ "
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " أَتَتِ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ ابْنَتُهُ فَقَالَتْ: §يَا أَبَهْ أَذْهَبُ أَلْعَبُ؟ فَقَالَ: اذْهَبِي فَقُولِي خَيْرًا "
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مَاعِزٍ، قَالَ: " جَاءَتِ ابْنَةُ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: يَا أَبَهْ أَذْهَبُ أَلْعَبُ. فَقَالَ: اذْهَبِي فَقُولِي خَيْرًا، فَلَمَّا أَكْثَرَتْ عَلَيْهِ قَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: اتْرُكْهَا تَذْهَبُ تَلْعَبُ. قَالَ: §لَا أُحِبُّ أَنْ يُكْتَبُ عَلَيَّ الْيَوْمَ أَنِّي أَمَرْتُ بِاللَّعِبِ "
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ الْأَسْوَدِ سُرِّيَّةٍ كَانَتْ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَتْ: " كَانَ الرَّبِيعُ يُعْجِبُهُ السُّكَّرُ يَأْكُلُهُ قَالَتْ: فَإِذَا جَاءَ السَّائِلُ نَاوَلَهُ فَقُلْتُ: مَا يَصْنَعُ بِالسُّكَّرِ؟ الْخُبْزُ خَيْرٌ لَهُ. فَقَالَ: §إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ} [الإنسان: 8] "
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: " قَالَ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ لِأَهْلِهِ: اصْنَعُوا لَنَا خَبِيصًا. قَالَ: وَكَانَ لَا يَكَادُ يَتَشَهَّى عَلَيْهِمْ شَيْئًا قَالَ: فَصَنَعُوهُ قَالَ: وَأَرْسَلَ إِلَى جَارٍ لَهُ -[189]- مُصَابٍ كَانَ بِهِ خَبْلٌ فَجَعَلَ يُلْقِمُهُ وَلُعَابُهُ يَسِيلُ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ أَهْلُهُ: تَكَلَّفْنَا وَصَنَعْنَا ثُمَّ أَطْعَمْتَ هَذَا §مَا يَدْرِي هَذَا مَا أَكَلَ، فَقَالَ الرَّبِيعُ: وَلَكِنَّ اللَّهَ يَدْرِي "

الصفحة 188