كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 6)

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ يَوْمَ أُخِذَ: «§وَشَى بِي وَاشٍ فِي بَلَدِ اللَّهِ الْحَرَامِ أَكِلُهُ إِلَى اللَّهِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ الَّذِي أَخَذَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ وَكَانَ وَالِي الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى مَكَّةَ فَبَعَثَ بِهِ إِلَى الْحَجَّاجِ
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، قَالَ: «§رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ مُقَيَّدًا وَرَأَيْتُهُ دَخَلَ الْكَعْبَةَ عَاشِرَ عَشَرَةٍ مُقَيَّدِينَ»
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ صَوْتَ الْقُيُودِ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقِيلَ لَهُ: سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَطَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ وَأَصْحَابُهُمَا يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ فَقَالَ: §اقْطَعُوا عَلَيْهِمُ الطَّوَافَ "
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ حِينَ جِيءَ بِهِ إِلَى الْحَجَّاجِ , قَالَ: فَبَكَى رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَقَالَ سَعِيدٌ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: لِمَا أَصَابَكَ. قَالَ: فَلَا تَبْكِ §كَانَ فِي عِلْمِ اللَّهِ أَنْ يَكُونَ هَذَا ثُمَّ قَرَأَ {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} [الحديد: 22] "
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا يَذْكُرُ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا عِنْدَ الْحَجَّاجِ حِينَ أُتِيَ بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَلَهُ ضَفْرَانِ فَكَلَّمَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: يَا حَرَسِيُّ انْطَلِقْ بِهِ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ فَانْطَلَقَ بِهِ فَقَالَ: دَعْنِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَتَوَجَّهْ نَحْوَ الْقِبْلَةِ فَقَالَ الْحَجَّاجُ: مَا يَقُولُ لَكَ؟ قَالَ: §قَالَ: دَعْنِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ قَالَ: لَا إِلَّا إِلَى الْمَشْرِقِ. فَقَالَ سَعِيدٌ: {أَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} ثُمَّ مَدَّ عُنُقَهُ فَضَرَبَهَا "

الصفحة 264