كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 6)

قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ سُوَيْدٍ، يُحَدِّثُ وَكَانَ فِي حِجْرِ الْحَجَّاجِ وَكَانَ أَبُوهُ أَوْصَى إِلَى الْحَجَّاجِ قَالَ: بَعَثَنِي الْحَجَّاجُ فِي حَاجَةٍ فَقِيلَ: قَدْ جِيءَ بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَرَجَعْتُ لِأَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ بِهِ فَقُمْتُ عَلَى رَأْسِ الْحَجَّاجِ فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: يَا سَعِيدُ أَلَمْ أَسْتَعْمِلْكَ أَلَمْ أُشْرِكْكَ فِي أَمَانَتِي؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: حَتَّى §ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُخَلِّي سَبِيلَهُ قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ خَرَجْتَ عَلَيَّ. قَالَ: عُزِمَ عَلَيَّ، قَالَ: فَطَارَ الْحَجَّاجُ شِقَّتَيْنِ غَضَبًا قَالَ: هِيهِ أَفَرَأَيْتَ لِعَزِيمَةِ عَدُوِّ الرَّحْمَنِ عَلَيْكَ حَقًّا وَلَمْ تَرَ لِلَّهِ وَلَا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْكَ حَقًّا. اضْرِبَا عُنُقَهُ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ قَالَ: فَنَدَرَ رَأْسُهُ فِي قَلَنْسِيَّةٍ بَيْضَاءَ لَاطِيَّةٍ كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ "
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ خَلِيفَةَ يَذْكُرُ عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: " §لَمَّا قُتِلَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فَنَدَرَ رَأْسُهُ هَلَّلَ ثَلَاثًا مَرَّةٌ يُفْصِحُ بِهَا , وَفِي الثِّنْتَيْنِ يَقُولُ: مِثْلَ ذَلِكَ فَلَا يُفْصِحُ بِهَا "
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، قَالَ: " كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَقُولُ: يَوْمَ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ وَهُمْ يُقَاتِلُونَ: قَاتِلُوهُمْ عَلَى جَوْرِهِمْ فِي الْحُكْمِ , وَخُرُوجِهِمْ مِنَ الدِّينِ وَتَجَبُّرِهِمْ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ , وَإِمَاتَتِهِمُ الصَّلَاةَ وَاسْتِذْلَالِهِمُ الْمُسْلِمِينَ , فَلَمَّا انْهَزَمَ أَهْلُ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ لَحِقَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بِمَكَّةَ , فَأَخَذَهُ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَحَمَلَهُ إِلَى الْحَجَّاجِ مَعَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَوْسَطَ الْبَجَلِيِّ وَكَانَ كَرِيُّهُمْ زَيْدَ بْنَ مَسْرُوقٍ. أَحَدُ بَنِي ضُبَارَى بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعٍ قَالَ: فَأَدْخَلَهُ عَلَى الْحَجَّاجِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَوْسَطَ فَقَالَ لَهُ: أَلَمْ أَقْدَمِ الْعِرَاقَ فَأَكْرَمْتُكَ وَذَكَرَ أَشْيَاءَ صَنَعَهَا بِهِ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَمَا أَخْرَجَكَ عَلَيَّ قَالَ: كَانَتْ لِابْنِ الْأَشْعَثِ بَيْعَةٌ فِي عُنُقِي وَعُزِمَ عَلَيَّ , فَغَضِبَ الْحَجَّاجُ وَقَالَ: §رَأَيْتَ لِعَدُوِّ اللَّهِ عَزْمَةً لَمْ تَرَهَا لِلَّهِ وَلَا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَلَا لِي وَاللَّهِ لَا أَرْفَعُ قَدَمَيَّ حَتَّى أَقَتُلَكَ وَأُعْجِلَكَ إِلَى النَّارِ ائْتُونِي بِسَيْفٍ رَغِيبٍ فَقَامَ مُسْلِمٌ الْأَعْوَرُ وَمَعَهُ سَيْفٌ حَنَفِيٌّ عَرِيضٌ فَضَرَبَ عُنُقَهُ فَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: الْعَجَبُ

الصفحة 265