كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 6)

مِنْ هَذَا الضَّرِيحِ , ادْفِنِّي فِي لَحْدٍ فَإِذَا حَمَلَتْنِي الرِّجَالُ عَلَى عَوَاتِقِهَا فَلَا أُلْفِيَنَّكَ تَمْشِي بِي مَشْيَ الْعَرُوسِ , مَشْيًا بَيْنَ الْمَشْيَيْنِ دُونَ الْخَبَبِ وَفَوْقَ الْخُطَى فَإِنْ وَجَدْتَ لَبِنًا فَلَبِنٌ , وَإِلَّا فَمِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ , فَإِذَا وَضَعْتَنِي فِي لَحْدِي فَسَوَّيْتَ عَلَيَّ اللَّبِنَ فَارْفَعْ لَبِنَةً مِنْ عِنْدِ رَأْسِ أَخِيكَ , ثُمَّ انْظُرْ إِلَى مَضْجَعِهِ , ثُمَّ شُنْ شَأْنَكَ , فَإِذَا دَفَنْتَنِي وَنَفَضَتِ الرِّجَالُ أَيْدِيَهَا عَنِّي فَقُمْ عِنْدَ رَأْسِ قَبْرِي وَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ ثُمَّ نَادِ ثَلَاثَةَ أَصْوَاتٍ تُسْمِعُ أَصْحَابَكَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ قَدْ أَجْلَسْتَ الضَّحَّاكَ فِي قَبْرِهِ , تُسَائِلُهُ عَنْ رَبِّهِ , وَعَنْ دِينِهِ , وَعَنْ نَبِيِّهِ صلّى الله عليه وسلم فَثَبِّتْهُ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ. ثُمَّ انْصَرِفْ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، قَالَ: قَالَ لِيَ الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ: §اعْمَلْ قَبْلَ أَنْ لَا تَسْتَطِيعَ أَنْ تَعْمَلَ، قَالَ الْأَجْلَحُ: وَيَكُونُ هَذَا؟ قَالَ: فَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَعْمَلَ الْيَوْمَ فَمَا أَسْتَطِيعُ
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ طُفَيْلٍ، قَالَ: قَالَ الضَّحَّاكُ عِنْدَ مَوْتِهِ لِأَخِيهِ §لَا يُصَلِّيَنَّ عَلَيَّ غَيْرُكَ، وَلَا تَدَعَنَّ الْأَمِيرَ يُصَلِّي عَلَيَّ، وَاذْكُرْ مِنِّي مَا عَلِمْتَ
قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ بُدَيْلٍ، قَالَ: أَوْصَانَا الضَّحَّاكُ §أَلَّا تُبْطِحُونِي عَلَى وَجْهِي وَلَا تَمْسَحُوا بَطْنِي , وَاغْسِلُونِي مِنْ وَرَاءِ الثَّوْبِ - أَوْ قَالَ: الْقَمِيصِ - قَالُوا: وَكَانَ الضَّحَّاكُ قَدْ أَتَى خُرَاسَانَ فَأَقَامَ بِهَا , وَسَمِعُوا مِنْهُ وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ

الصفحة 302