كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 6)

§الْأَعْمَشُ وَاسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ الْأَسَدِيُّ مَوْلَى بَنِي كَاهِلٍ وَكَانَ يَنْزِلُ فِي بَنِي عَوْفٍ مِنْ بَنِي سَعْدٍ وَكَانَ يُصَلِّي فِي مَسْجِدِ بَنِي حَرَامٍ مِنْ بَنِي سَعْدٍ
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: §كَانَ أَبِي حَمِيلًا فَمَاتَ أَخُوهُ فَوَرَّثَهُ مَسْرُوقٌ مِنْهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ أَبَاهُ شَهِدَ مَقْتَلَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ , وَكَانَ الْأَعْمَشُ صَاحِبَ قُرْآنٍ وَفَرَائِضَ وَعِلْمٍ بِالْحَدِيثِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ الْقُرْآنَ , وَكَانَ يُقْرِئُ النَّاسَ ثُمَّ تَرَكَ ذَاكَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ , وَكَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَعْبَانَ عَلَى النَّاسِ فِي كُلِّ يَوْمٍ شَيْئًا مَعْلُومًا حِينَ كَبُرَ وَضَعُفَ وَيُحْضِرُونَ مَصَاحِفَهُمْ فَيُعَارِضُونَهَا وَيُصْلِحُونَهَا عَلَى قِرَاءَتِهِ , وَكَانَ أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ يُحْضِرُ مُصْحَفًا لَهُ كَانَ أَصَحَّ تِلْكَ الْمَصَاحِفِ فَيُصْلِحُونَ عَلَى مَا فِيهِ أَيْضًا , وَكَانَ الْأَعْمَشُ يَقْرَأُ قِرَاءَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , وَكَانَ الْأَعْمَشُ قَرَأَ عَلَى يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ , وَقَرَأَ يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ عَلَى عُبَيْدِ بْنِ نُضَيْلَةَ الْخُزَاعِيِّ , وَقَرَأَ عُبَيْدُ بْنُ نُضَيْلَةَ عَلَى عَلْقَمَةَ , وَقَرَأَ عَلْقَمَةُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، يَقُولُ: وَاللَّهِ §لَا تَأْتُونَ أَحَدًا إِلَّا حَمَلْتُمُوهُ عَلَى الْكَذِبِ وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ مِنَ النَّاسِ أَحَدًا هُوَ شَرٌّ مِنْهُمْ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَأَنْكَرْتُ هَذِهِ؛ لِأَنَّهُمْ لَا يَشْبَعُونَ قَالَ: وَذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ حِينَئِذٍ التَّدْلِيسَ
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ لِي إِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ: كَانَ الزُّهْرِيُّ إِذَا ذَكَرَ أَهْلَ الْعِرَاقِ ضَعَّفَ -[343]- عِلْمَهُمْ , قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ بِالْكُوفَةِ مَوْلًى لِبَنِي أَسَدٍ يَرْوِي أَرْبَعَةَ آلَافِ حَدِيثٍ قَالَ: أَرْبَعَةُ آلَافٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ إِنْ شِئْتَ جِئْتُكَ بِبَعْضِ عِلْمِهِ. قَالَ: فَجِئْ بِهِ. فَأَتَيْتُهُ بِهِ قَالَ: فَجَعَلَ يَقْرَأُ وَأَعْرِفُ التَّغْيِيرَ فِيهِ وَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لَعِلْمٌ §مَا كُنْتُ أَرَى أَحَدًا يَعْلَمُ هَذَا

الصفحة 342