كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 6)

لَا يَظْلِمُكُمْ وَلَا يَغْدِرُ بِكُمْ وَأَنَا ضَامِنَةٌ لِثَمَنِ جَمَلِكُمْ فَأَتَانَا رَجُلٌ فَقَالَ: «أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْكُمْ هَذَا تَمْرُكُمْ فَكُلُوا وَاشْبَعُوا وَاكْتَالُوا» قَالَ: فَأَكَلْنَا وَاكْتَلْنَا وَاسْتَوْفَيْنَا وَشَبِعْنَا
ثُمَّ دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ فَأَتَيْنَا الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ فَسَمِعْنَا مِنْ قَوْلِهِ يَقُولُ: «§تَصَدَّقُوا فَإِنَّ الصَّدَقَةَ خَيْرٌ لَكُمْ , وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى , وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ , أُمِّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتِكَ وَأَخَاكَ ثُمَّ أَدْنَاكَ فَأَدْنَاكَ» فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي يَرْبُوعٍ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَؤُلَاءِ بَنُو يَرْبُوعٍ قَتَلُوا مِنَّا رَجُلًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعْدِنَا عَلَيْهِمْ قَالَ: يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «أَلَا إِنَّ أُمًّا لَا تَجْنِي عَلَى وَلَدٍ أَلَا إِنَّ أُمًّا لَا تَجْنِي عَلَى وَلَدٍ» ثَلَاثًا
§ابْنُ أَبِي شَيْخٍ الْمُحَارِبِيُّ
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ حَدَّثَنِي امْرُؤُ الْقَيْسِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَحِيرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْخٍ، قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «§يَا مَعْشَرَ مُحَارِبٍ نَصَرَكُمُ اللَّهُ لَا تَسْقُونِي حَلْبَ امْرَأَةٍ» قَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: قَالَ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ فَرَأَيْتُ امْرَأَ الْقَيْسِ إِذَا أُتِيَ بِشِيرَازَ قَالَ: جِلَابُ امْرَأَةٍ هَذَا؟
§عُبَيْدَةُ بْنُ خَالِدٍ الْمُحَارِبِيُّ وَهُوَ عَمُّ عَمَّةِ الْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّتِيَ تُحَدِّثُ عَنْ عَمِّهَا، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَمْشِي بِالْمَدِينَةِ -[44]- إِذَا إِنْسَانٌ يَقُولُ: «§ارْفَعْ إِزَارَكَ فَإِنَّهُ أَبْقَى لِثَوْبِكَ وَأَتْقَى لِرَبِّكَ» قَالَ: فَالْتَفَتٌّ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا هِيَ بُرْدَةٌ مَلْحَاءُ فَقَالَ: «أَمَا لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ» فَنَظَرْتُ فَإِذَا إِزَارُهُ إِلَى نِصْفِ سَاقِهِ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: قَالَ أَبُو الْأَحْوَصِ وَاسْمُهُ عُبَيْدَةُ بْنُ خَالِدٍ يَعْنِي عَمَّهَا

الصفحة 43