كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 6)

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: قُلْتُ لِمَسْرُوقٍ: «مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا الْعَمَلِ؟» قَالَ: «§لَمْ يَدَعْنِي ثَلَاثَةٌ زِيَادٌ وَشُرَيْحٌ وَالشَّيْطَانُ حَتَّى أَوْقَعُونِي فِيهِ»
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ مَسْرُوقٍ بِالسِّلْسِلَةِ سَنَتَيْنِ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ يُرِيدُ بِذَلِكَ السُّنَّةَ , قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا قَطُّ أَخْوَفَ عَلَيَّ مِنْ أَنْ يُدْخِلَنِي النَّارَ مِنْ عَمَلِي هَذَا وَمَا بِي أَنْ أَكُونَ أَصَبْتُ دِرْهَمًا وَلَا دِينَارًا وَلَا ظَلَمْتُ مُسْلِمًا وَلَا مُعَاهَدًا وَلَكِنْ لَا أَدْرِي مَا هَذَا الْحَبْلُ الَّذِي لَمْ يَسُنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَا أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ؟ قَالَ: قُلْتُ: فَمَا رَدُّكَ عَلَيْهِ وَقَدْ كُنْتَ تَرَكْتَهُ؟ قَالَ: §اكْتَنَفَنِي زِيَادٌ وَشُرَيْحٌ وَالشَّيْطَانُ فَلَمْ يَزَالُوا يُزَيِّنُونَهُ لِي حَتَّى أَوْقَعُونِي فِيهِ
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، أَنَّ مَسْرُوقًا حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ: «§اللَّهُمَّ لَا أَمُوتُ عَلَى أَمْرٍ لَمْ يَسُنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَلَا أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُ صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ غَيْرَ مَا فِي سَيْفِي هَذَا فَكَفِّنُونِي بِهِ»
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ، ابْنَا عُبَيْدٍ وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا مُطِيعٌ الْبُرْجُمِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: حَضَرَتْ مَسْرُوقًا الْوَفَاةُ فَلَمْ يَتْرُكْ ثَمَنَ كَفَنٍ فَقَالَ: «§اسْتَقْرِضُوا ثَمَنَ كَفَنِي وَلَا تَسْتَقْرِضُوهُ مِنْ زَرَّاعٍ وَلَا مُتَقَبِّلٍ وَلَكِنِ انْظُرُوا صَاحِبَ مَاشِيَةٍ أَوْ رَجُلًا يَبِيعُ مَاشِيَةً فَاسْتَقْرِضُوهُ مِنْهُ»
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا شِهَابٍ، يَذْكُرُ قَالَ: حَدَّثَتْنِي مَلَّاحَةُ لِي قَالَ أَحْمَدُ: نَبَطِيَّةٌ مُشْرِكَةٌ كَانَتْ -[84]- تَحْمِلُ لَهُ الْمِلْحَ , قَالَتْ: " كُنَّا إِذَا قَحَطَ الْمَطَرُ نَأْتِي قَبْرَ مَسْرُوقٍ وَكَانَ مَنْزِلُهَا بِالسِّلْسِلَةِ §فَنَسْتَسْقِي فَنُسْقَى قَالَتْ: فَنَنْضَحُ قَبْرَهُ بِخَمْرٍ فَأَتَانَا فِي النَّوْمِ فَقَالَ: إِنْ كُنْتُمْ لَابُدَّ فَاعِلِينَ فَبِنَضُوحٍ وَمَاتَ بِالسِّلْسِلَةِ بِوَاسِطَ

الصفحة 83