كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 6)

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ الْحَجَّاجُ أَرْسَلَ إِلَيَّ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قُلْتُ: مَا أَحْسَبُكَ بَعَثْتَ إِلَيَّ حَتَّى عَرَفْتَ اسْمِي , قَالَ: مَتَى قَدِمْتَ هَذَا الْبَلَدَ؟ قُلْتُ: لَيَالِي قَدِمَهُ أَهْلُهُ قَالَ: مَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: قُلْتُ: مَعِي مِنْهُ مَا إِنْ أَخَذْتُ بِهِ كَفَانِي، قَالَ: إِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْكَ لِأَسْتَعِينَ بِكَ عَلَى بَعْضِ عَمَلِي قُلْتُ: عَلَى أَيِّ عَمَلِ الْأَمِيرِ؟ قَالَ: السِّلْسِلَةُ , قُلْتُ: إِنَّ السِّلْسِلَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا بِأَعْوَانٍ وَرِجَالٍ يَقُومُونَ عَلَيْهَا , وَإِنْ تَسْتَعِنْ بِي تَسْتَعِنْ بِشَيْخٍ أَخْرَقَ يَخَافُ أَعْوَانَ السُّوءَ وَإِنْ يُعْفِنِي الْأَمِيرُ فَهُوَ أَحَبُّ -[99]- إِلَيَّ وَإِنْ تُقْحِمْنِي أَقْتَحِمْ , وَايْمُ اللَّهِ أَيُّهَا الْأَمِيرُ إِنِّي لَأَذْكُرُكَ مِنَ اللَّيْلِ فَيَمْتَنِعُ مِنِّي النَّوْمُ وَقَدْ §رَأَيْتُ النَّاسَ يَهَابُونَكَ مَهَابَةً مَا هَابُوهَا أَمِيرًا قَطُّ , قَالَ: لِئَنْ قُلْتُ ذَاكَ مَا قَدِمَهَا أَحَدٌ أَجْرَى عَلَى دَمٍ مِنِّي وَلَقَدْ رَكِبْتُ أُمُورًا كَانَ النَّاسُ يَهَابُونَهَا فَفُرِجَ لِي بِهِا , فَإِنْ أَجِدْ عَنْكَ غِنًى نُعْفِكَ وَإِلَّا نُقْحِمْكَ انْطَلِقْ رَحِمَكَ اللَّهُ، فَلَمَّا انْصَرَفْتُ عَدَلْتُ عَنِ الْبَابِ كَأَنِّي لَا أُبْصِرُهُ فَقَالَ: وَيْلَكَ، أَرْشِدِ الشَّيْخَ "

الصفحة 98