كتاب تفسير الماوردي = النكت والعيون (اسم الجزء: 6)

(فأُقسِم باللَّه جهدَ اليمين ... ما ترك اللَّه شيئاً سُدى)
{ألمْ يكُ نُطْفةً مِنْ مَنيٍّ يُمْنَى} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أن معنى يُمنى يراق , ولذلك سميت منى لإراقة الدماء فيها. الثاني: بمعنى ينشأ ويخلق , ومنه قول يزيد بن عامر:
(فاسلك طريقك تمشي غير مختشعٍ ... حتى تلاقيَ ما يُمني لك الماني.)
الثالث: أنه بمعنى يشترك أي اشتراك ماء الرجل بماء المرأة. {ثم كان عَلَقَةً} يعني أنه كان بعد النطفة علقة. {فخَلَقَ فسوَّى} يحتمل وجهين. أحدهما: خلق من الأرحام قبل الولادة وسوي بعدها عند استكمال القوة وتمام الحركة. الثاني: خلق الأجسام وسواها للأفعال , فجعل لكل جارحة عملاً , والله أعلم.

الصفحة 160