كتاب تفسير الماوردي = النكت والعيون (اسم الجزء: 6)

الخامس: معناه لأخذنا بيمينه إذلالاً له واستخفافاً به , كما يقال لما يراد به الهوان , خذوا بيده , حكاه أبو جعفر الطبري. {ثم لَقَطَعْنا مِنه الوَتينَ} فيه أربعة أقاويل: أحدها: أنه نياط القلب ويسمى حبل القلب , وهو الذي القلب معلق به , قاله ابن عباس. الثاني: أنه القلب ومراقّه وما يليه , قاله محمد بن كعب. الثالث: أنه الحبل الذي في الظهر , قاله مجاهد. الرابع: أنه عرق بين العلباء والحلقوم , قاله الكلبي. وفي الإشارة إلى قطع ذلك وجهان: أحدهما: إرادة لقتله وتلفه , كما قال الشاعر:
(إذا بَلَّغْتِني وَحَمَلْتِ رحْلي ... عرابة فاشربي بدَمِ الوَتينِ)
الثاني: ما قاله عكرمة أن الوَتين إذا قطع لا إن جاع عَرَق , ولا إن شبع عَرَقَ. {وإنه لتَذْكرةٌ للمُتّقِينَ} يعني القرآن , وفي التذكرة أربعة أوجه: أحدها: رحمة. الثاني: ثَبات. الثالث: موعظة. الرابع: نجاة. {وإنّا لَنَعْلَمُ أنَّ منكم مُكذِّبينَ} قال الربيع: يعني بالقرآن. {وإنّه} يعني القرآن. {لَحسْرةٌ على الكافرين} يعني ندامة يوم القيامة. ويحتمل وجهاً ثانياً: أن يزيد حسرتهم في الدنيا حين لم يقدروا على معارضته عند تحدّيهم أن يأتوا بمثله.

الصفحة 87