كتاب فتح المنعم شرح صحيح مسلم (اسم الجزء: 6)

تحصيل البغية، والمعنى أن اللائق بذي الدين والمروءة أن يكون الدين مطمح نظره في كل شيء، لا سيما فيما تطول صحبته.
(تربت يداك) الجملة جواب شرط مقدر، أي إن خالفت ما أمرتك به افتقرت، يقال: ترب الرجل إذا افتقر، وأصله: التصقت يداه بالتراب، ويلزمه الفقر، فالجملة خبرية لفظًا ومعنى، وقيل: هي خبرية لفظًا طلبية دعائية معنى، لكنها لا يراد بها حقيقة الدعاء، بل القصد منها الحث على امتثال الأمر الذي قبلها، وللعرب كلمات توسعوا فيها، حتى أخرجوها عن حقيقتها، لإرادة الإنكار، أو التعجب، أو التعظيم أو الحث على الشيء كما هنا. ومن هذه الكلمات فلان لا أب له. ثكلته أمه. لا أم له.
(تزوجت امرأة) ذكر ابن سعد أن اسمها كان سهلة بنت مسعود بن أوس بن مالك الأنصارية الأوسية.
(فلقيت النبي صلى الله عليه وسلم) الرواية الخامسة والسادسة وضحتا أن هذا اللقاء كان في العودة من غزوة، قيل: هي غزوة ذات الرقاع، في السنة الخامسة.
(يا جابر. تزوجت؟ ) الكلام على حذف حرف الاستفهام، ففي الرواية الثالثة "هل تزوجت"؟ وفي الرواية الخامسة أن جابرًا رضي الله عنه هو الذي أخبر أنه تزوج، إذ فيها "ما يعجلك يا جابر" أي ما الذي يدفعك إلى العجلة؟ ومحاولة الإسراع؟ "قال: قلت: يا رسول الله، إني حديث عهد بعرس" فالاستفهام "أتزوجت"؟ على هذا للتعجب والاستحسان، وكذا في قوله في الرواية السابقة "أتزوجت بعد أبيك"؟ وظاهره أن السؤال وقع عقب تزوجه، وليس كذلك، بل الحقيقة أن بين تزوجه والسؤال مدة طويلة. قاله الحافظ ابن حجر، ربما لعدم اللقاء، وربما لعدم ظهور الدافع إلى السؤال، وهو الظاهر.
(قال: بكر؟ أم ثيب؟ ) "بكر" خبر مبتدأ محذوف، تقديره: التي تزوجتها بكر؟ وفي الرواية الثالثة والسادسة والسابعة "أبكرًا" بالنصب، مفعول به لفعل محذوف، وفي الرواية الخامسة "أبكرًا تزوجتها أم ثيبًا" فبكرًا منصوب على الاشتغال.
(قلت: ثيب) "ثيب" خبر مبتدأ محذوف، أي التي تزوجتها ثيب، وفي الرواية الثالثة. والسابعة "قلت: ثيبًا" مفعول به لفعل محذوف، أي تزوجت ثيبًا، وفي الرواية الرابعة والسادسة "بل ثيب" وفي الرواية الخامسة "بل ثيبًا" ببل التي للإضراب الإبطالي للشق الآخر، أي لم أتزوج بكرًا بل هي ثيب، أو بل تزوجت ثيبًا.
(فهلا بكرًا تلاعبها؟ ) وفي ملحق الرواية الثالثة وفي الرواية الخامسة "فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك" زاد في ملحق الرواية الرابعة وفي الرواية السابعة "وتضاحكها وتضاحكك" وفي رواية "أفلا جارية" والجارية البنت الصغيرة البكر، حرة كانت أو أمة، والمراد هنا الحرة. و"بكرًا" و"جارية"

الصفحة 36