موظفا. في المكتب العربي (العسكري) فيها كدليل وفارس، ابتداء من 1847. ثم مترجما في اللغة البربرية سنة 1853. ثم استقال من هذه الوظيفة سنة 1868. وبعدها دخل الحياة المدنية، وأثناء وظيفه في بجاية كان دليلا لبوجو عندما هاجم وادي الساحل سنة 1847، ولعب دورا ضد ثورة بوبغلة فوقف ضد هجومه على بجاية 1851 وعلى البابور 1853، وجرجرة 1854. وقال عنه فيرو إنه كان فارسا أكثر منه مترجما، ووصفه بأنه قدم خدمة كبيرة للفرنسيين نظرا لمعرفته بالمنطقة، وقد جرح هو وحصانه في عدة معارك، وكان حاضرا أيضا لثورة جرت بالمنطقة سنة 1865. وقد تحصل، جزاء خدماته، على الصليب من يدي نابليون الثالث في جوان من هذه السنة ببجاية. وعند هجوم الرحمانيين على بجاية بقيادة عبد العزيز الحداد، سنة 1871، ركب أحمد خاطري جواده من جديد ووقف ضد هذا الهجوم (¬1).
ولنذكر أيضا عددا آخر من المترجمين الذين نشأوا في عهد الاحتلال وتعلموا الفرنسية في المدارس الأولى التي أنشأها الفرنسيون. وكان بعض هؤلاء قد ساهموا في الحياة الثقافية مثل ابن سديرة وحسن بن بريهمات، واكتفى بعضهم بمستوى بسيط يكفيهم للخدمة في الجيش الفرنسي والترجمة له أو في المحاكم والمكاتب العربية. ومن الصنف الأخير نذكر إبراهيم بن حسن بن بريهمات، الذي ولد في العاصمة سنة 1848 ودرس بها في مدرسة الجزائر الرسمية (الشرعية) أو في المعهد السلطاني، وأصبح من المترجمين. وتولى مهمات عديدة للفرنسيين ثم ترك الشؤون الأهلية سنة 1875، ولكنه سقط عن حصانه في 14 مايو من نفس العام فمات (¬2). ومنهم عمر بن عبد الله الذي لا نعرف عنه الكثير سوى أنه ولد ببسكرة في تاريخ نجهله، ثم دخل الخدمة (؟) في سنة 1865، ولم يسجل له من ذكروه أي دور خاص (¬3).
¬__________
(¬1) نفس المصدر، ص 321، انظر أيضا بيروني، مرجع سابق، ص 228.
(¬2) انظر عنه وعن أسرته فصل السلك الديني.
(¬3) انظر بيرونى، مرجم سابق. الغالب أن الخدمة المشار إليها هى العسكرية.