وكذلك التومي بن أحمد، وهو من بني سليمان (قرب العاصمة)، ولد بالجزائر، سنة 1830، وأصبح من العسكريين سنة 1850، وتولى القيادة في الجلفة سنة 1863، ثم في سور الغزلان سنة 1876. وقد غادر الخدمة سنة بعد ذلك.
ومن نواحي قسنطينة ظهر عدد من هؤلاء المترجمين. منهم محمد (أو أحمد؟) بن حسين. ولد بعنابة دون تاريخ معروف، ودخل الخدمة العسكرية والشؤون الأهلية (المكتب العربي؟) في مايو 1872. وقد عمل في سور الغزلان وبسكرة ثم وادي سوف 1890 - 1897. وأثناء ذلك كلفه الفرنسيون بالقيام بمهمة خاصة في الصحراء (سنة 1893)، ولا ندري ما هي، ولكن من المعروف أن تلك الفترة شهدت نشاطا فرنسيا كبيرا في الجنوب. وقيل إن محمد بن حسين قد غادر الخدمة سنة 1898 (¬1). وكذلك بكير خوجة الذي يظهر من اسمه أنه من بقايا العائلات العثمانية. ولد في قسنطينة سنة 1856، وعين مترجما. سنة 1879، وقد ظل في الخدمة إلى سنة 1913 حين تقاعد عشية الحرب العالمية. وقد نشر سنة 1908 قاموسا عربيا. - فرنسيا (¬2). وكان ميدان خدماته واسعا، إذ أنه شمل المسيلة وسطيف وبني منصور وبسكرة وبوسعادة وقسنطينة وورقلة والأغواط، والعاصمة، بالإضافة إلى تونس (¬3). أما عبد الكريم بن أحمد الفكون (لعله ابن أحمد الفكون الذي سنتحدث عنه) فقد ولد في باتنة سنة 1864، وعمل في الترجمة منذ 1882، وشمل نشاطه في ذلك باتنة وتقرت وسعيدة والعين الصفراء وتكوت وورقلة وعين صالح، كما عمل في تونس. وتوفي سنة 1921.
ومن أبرز الذين دخلوا مبكرا في الخدمة العسكرية الفرنسية محمد بن داود. كان أصله من عرب الدوائر والزمالة القاطنين سهول وهران. وانضموا للفرنسيين منذ 1835 باتفاق الكرمة. وكان ابن داود (الأب) قد جاء العاصمة
¬__________
(¬1) بيروني، مرجع سابق، ص 456.
(¬2) انظر لاحقا.
(¬3) بيروني، مرجع سابق، ص 524.