كتاب تاريخ الجزائر الثقافي (اسم الجزء: 6)

الجزائريين إلى 1912 حين أصبحت إلزامية. فهذا السيد أحمد بن مجقان (مجقم؟) (¬1) قد ساهم كمترجم في حملة عسكرية فرنسية ضد أعالي نهر البانو (نيجيريا اليوم) سنة 1892 - 1893. وسعى جهده للحصول على معاهدة للفرنسيين من أمير يولا المسلم (YOLA). ورغم انسحاب الحملة الفرنسية بعد اتفاق بين الحكومتين الفرنسية والبريطانية، سنة 1893. فإن ابن مجقان بقي هناك إلى أكتوبر 1895 مع فرقة صغيرة من الرماة السينيغاليين، وربط ابن مجقان علاقات وطيدة مع علماء المسلمين بالمنطقة، رغم أن الناس هناك كانوا يعتبرونه من النصارى الفرنسيين ربما لأفعاله ولبياض بشرته، حتى بعد أن حلف لهم على المصحف عشر مرات بأنه مسلم. وكان قد بدأ حياته مترجما في الجيش الفرنسي.
وحين جرى ترشيحه لعضوية جمعية جغرافية الجزائر وشمال افريقيا عند تأسيسها سنة 1896، وصفه المرشحون له في تزكيتهم، بأنه كان مترجما في بعثة ميزون (Mizon) الفرنسية. وظل خلال سنتين (1893 - 1895) رئيسا لمركز يولا على نهر البنوي، وهو أحد فروع النيجر. وقد نال ابن مجقان وسام جوقة الشرف على خدماته في هذه البعثة. كما التحق ببعثة الكونغو كمترجم. وحظي بالعضوية في الجمعية المذكورة التي كان رئيسها الشرفي هو الحاكم العام جول كامبون (¬2). وقد تمنت الجمعية أن تحصل منه على مراسلات من أفريقية. أما ديبون وكوبولاني فقد ذكرا أن أحمد بن مجقان أصله من تيزي وزو، وأنه عندئذ كان في الكونغو، وذكرا أنه قدم لهما مخطوطا عربيا (¬3). ويذكر مصدر آخر أن ابن مجقان كان قد توفي في حدود
¬__________
(¬1) وجدنا هذا الاسم باللاتينية يقرأ: مجقم، ومجقان، ومشكان، الخ. ولا ندري ضبطه الآن. انظر عنه تفاصيل أخرى في المقالة التي كتبناها عن المثقفين الجزائريين في افريقية. مجلة الثقافة، 1996.
(¬2) انظر العدد الأول من مجلة الجمعية الجغرافية الجزائرية SGAAN، 1896، ص 13، وتم قبوله عضوا في جلسة 11 جوان، 1896.
(¬3) ديبون وكوبولاني (الطرق الدينية)، مرجع سابق، ص 116، هامش 1.

الصفحة 163