كتاب تاريخ الجزائر الثقافي (اسم الجزء: 6)

كانت مهمتها دراسة أوضاع الجزائر (واكتشافها) من جميع النواحي (¬1). وكان المطلوب من الأعضاء تقديم تقرير عن الجانب الذي اختاره كل منهم بعد أن يكون قد أقام فيها وعاين أوضاعها. وقد قبل أونفنتان المشاركة في اللجنة، وذهب إلى الجزائر وأطال الإقامة فيها أكثر من غيره حيث مكث سنتين. ويقال عنه إنه كان يعتقد أنه بإطالة الإقامة وتقديم عمل شامل ومفصل عن مشروعه سيغري الحكومة بتعيينه في منصب عام يحقق من خلاله مشاريعه الاشتراكية أو التشاركية. وكانت حصيلة إقامته الطويلة في الجزائر ونشاطه (العلمي) فيها هو كتاب سابق الذكر (استعمار الجزائر).
ورغم رجوعه إلى فرنسا فإن تلاميذه قد واصلوا مهمته في الجزائر. وكان له منهم الكثير. وكانوا ينشرون الكتيبات والمقالات في الصحف حول استعمار الجزائر، ومنهم فورنيل، وتوماس أوربان، وماصول، وبراكس، ولاشيفر ... وكان بعضهم من العسكريين (مثل بيقو Bigot ومرنقو، ولامورسيير، ولوفران، ولاباسيه، وريشار الخ). أو من العاملين في المشاريع الكبرى (مثل المهندس بوريل الذي بنى المول (المرسى) القديم عند العاصمة، والجيولوجي هنري فورنيل سابق الذكر، والأخوة طالابو في ميدان الأشغال العامة والمناجم) أو من رجال المالية (مثل إيميل روبير مؤسس بنك الجزائر الفلاحي سنة 1861)، أو المكتشفين (مثل العقيد كاريت ودوفيريه). فهؤلاء وغيرهم هم تلاميذ أونفنتان في الجزائر. بالإضافة إلى عدد من الفنانين والأطباء والتجار وتلاميذ مدرسة الصنائع/ البوليتكنيك). وفي بعض الأحيان أصبح السانسيمونيون يسيطرون على الإدارة في الجزائر أيضا. فقد كان ثلاثة ولاة منهم في وقت واحد (د. وارنييه في وهران، والعقيد كاريت في قسنطينة، والصحفي لاكروا في الجزائر)، وكان ذلك في نهاية الأربعينات.
إن حاشية الامبراطور نفسه كانت منهم. فالجنرال فلوري كان
¬__________
(¬1) عن هذه اللجنة انظر فصل الاستشراق.

الصفحة 440