كتاب تاريخ الجزائر الثقافي (اسم الجزء: 6)

سانسيمونيا، وكذلك البارون جيروم دفيد الذي عاش تسع سنوات في الجزائر ضابطا في المكاتب العربية. ومن آثاره (بحوث حول الملكية عند العرب)، وكان البارون دفيد ضد عملية تحشيد أو حشر (الكانتونمان) القبائل العربية، وكان يقول مثل عربان: إن (الجزائر للجزائريين) (¬1). إضافة إلى إسماعيل عربان (توماس أوربان) الذي اقترب من نابليون منذ زيارته الأولى للجزائر 1860. وقد أعجب الامبراطور بأفكاره المنشورة في الكتب والصحف. والغريب أن السانسيمونيين قد ساندوا مرسوم الأرض لسنة 1863 الذي اعترف بالملكية القبلية (الجماعية) للجزائريين، وفي نفس الوقت كان يهدف إلى إنشاء الملكية الفردية وانتزاع الأرض في النهاية من أهلها عن طريق حرية الشراء وإعطائها للكولون. فالسانسيمونيون إذن كانوا من هذه الناحية هم المحرضين على الاستعمار وكانوا هم الأدوات لتنفيذه. وقد نسب إليهم مارسيل إيمريت في كتاب عن السانسيمونية، المشاريع الاقتصادية الكبرى، واكتشاف الصحراء، وركز على دور إسماعيل عربان ولاباسيه، وكان الأخير متأثرا بأفكار فورييه (¬2). وتمثل حياة إسماعيل عربان نموذجا لهذا التذبذب الخطير في نظرية هذه المدرسة التشاركية - المثالية (الاستعمارية؟).
إسماعيل عربان:
من الشخصيات التي تركت بصماتها على تاريخ الاستعمار في الجزائر، إسماعيل عربان (توماس أوربان). وهو فرنسي من مواليد كايان، أبوه فرنسي من تجار مرسيليا، وأمه من كايان، وكانت هي أيضا مهجنة من والدين مختلطين. وكان ميلاده غير الشرعي قد ظل ينغص على إسماعيل عربان كل حياته، حسب الدراسة التي خصه بها شارل روبير آجرون. وباعتباره رجلا ملونا، كان عربان
¬__________
(¬1) جاكلين بيلي (عندما أصبحت الجزائر ..) ص 75 - 77، 118 - 120. وتعبير (الجزائر للجزائريين) استعمله عربان عنوانا لأحد كتبه الذي نشره تحت اسم مستعار، وهو جورج فوازان.
(¬2) ايكزافييه ياكانو (الجزائر منذ 1830) في العدد الخاص من المجلة الإفريقية، 1956، ص 178.

الصفحة 441