كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 6)

الوجه الثاني: خروج التصورات من الحد، مع أن النظر كما يكون في التصديقات يكون في التصورات، كقولك في التصورات: الإنسان حيوان ناطق، ولذلك قال الآخر: ترتيب معلومات/ ٣٣٩/؛ لأن المعلومات أعم من التصديقات والتصورات.
واعترض على القول الثاني، وهو قوله: ترتيب تصديقين، بخروج التصورات من الحد، فإن النظر يكون في التصورات كما يكون في التصديقات (١)، ولذلك قال الثالث: ترتيب معلومات؛ ليشمل التصديقات والتصورات.
واعترض على القول الثالث، وهو قوله: ترتيب معلومات، بخروج معلومين من الحد؛ لأنه قد يكتفى في الدليل بمعلومين (٢)، ولذلك قال الرابع: ترتيب معلومين (٣).
واعترض على القول الرابع، وهو قوله: ترتيب معلومين، بخروج الحد الناقص (٤) والرسم الناقص (٥) من الحد، فإن التعريف يقع بكل واحد منهما، كقولنا في حد الإنسان: إنه الناطق، أو الضاحك، فإن الترتيب لا يصح مع
---------------
(١) انظر: شرح المسطاسي ص ١٨٥، وشرح القرافي ص ٤٢٩.
(٢) انظر: المصدرين السابقين.
(٣) انظر: شرح القرافي ص ٤٣٠، والمسطاسي ص ١٨٥.
(٤) الحد الناقص: هو ما أتي فيه بالفصل فقط، كقولنا في تعريف الإنسان: هو الناطق، وهو المقصود هنا. أو ما أتي فيه بالفصل مع الجنس البعيد، كقولنا في تعريف الإنسان: هو الجسم الناطق.
(٥) الرسم الناقص: هو ما كان التعريف فيه بالخاصة فقط، كقولنا في تعريف الإنسان: هو الضاحك، وهو المقصود هنا. أو كان التعريف فيه بالخاصة مع الجنس البعيد، كقولنا في تعريف الإنسان: الجسم الضاحك.

الصفحة 21