كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 6)

سُطِحَتْ} (١)، وغير ذلك من أدلة النظر، وهي كثيرة في القرآن العظيم.
وقد ذم الله تبارك وتعالى التقليد، وذلك في قوله تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} (٢)، وقوله: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ} (٣)، وقوله تعالى: {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} (٤) وقوله تعالى: {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} (٥)، وغير ذلك (٦).
حجة القول بجواز التقليد في الأصول: قوله عليه السلام: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله"، وقوله عليه السلام للجارية: "أين الله؟ " فقالت: في السماء، فقال: "أعتقها فإنها مؤمنة" (٧). ويدل على ذلك
---------------
(١) الغاشية: الآيات ١٧ - ٢٠.
(٢) الزخرف: ٢٢.
(٣) الزخرف: ٢٣.
(٤) البقرة: ١٧٠.
(٥) المائدة: ١٠٤.
(٦) انظر: شرح القرافي: ٤٣٠ - ٤٣١، والمسطاسي ص ١٨٧ - ١٨٨.
(٧) حديث سؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - للجارية صحيح، أخرجه مسلم في كتاب المساجد برقم ٥٣٧، من حديث معاوية بن الحكم السلمي، وفيه: أنه سألها "من أنا؟ " فقالت: أنت رسول الله، ومن حديث معاوية بن الحكم، أخرجه أيضًا أحمد ٥/ ٤٤٧، ٤٤٨، وأبو داود برقم ٣٢٨٢، وأخرجه أيضًا أبو داود من حديث الشريد بن سويد برقم ٣٢٨٣، ومن حديث أبي هريرة برقم ٣٢٨٤.
وأخرجه مالك في الموطأ ٢/ ٧٧٦ في كتاب العتق من حديث عمر بن الحكم، وعن مالك أخرجه الشافعي في الرسالة فقرة ٢٤٢.

الصفحة 36