كتاب منحة الباري بشرح صحيح البخاري (اسم الجزء: 6)

على رأسه. (قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - لمن معه: قوموا). قاله لهم لما فهمه أن أبا طلحة استدعاه إلى منزله كما هو الموجود في روايات لكن أول الكلام يقتضي أنَّ أبا طلحة وأم سليم أرسلا الخبز مع أنس إليه؛ ليأكله، وأجيب: بأن أنسا لما وصل ورأى كثرة الناس استحيى، وظهر له أن يدعو النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -؛ ليقوم معه وحده إلى المنزل فيحصل المقصود من إطعامه، أو بأن من أرسله عهد إليه إذا رأى كثرة الناس أن يستدعي النبي وحده خشية أن لا يكفيهم ذلك الطعام، وقد عرفوا إيثار النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -، وأنه لا يأكل وحده. (وعصرت أم سليم عكة) فيها سمن وهي بضم المهملة وتشديد الكاف: إناء من جلد يجعل فيه السمن والعسل. (فآدمته) بالمد أي: جعلته إدامًا. (ما شاء اللَّه أن يقول) في رواية: "قال: بسم اللَّه" (¬1)، وفي أخرى: "قال: بسم الله اللهم أعظم فيها البركة" (¬2). وفي أخرى: "فمسحها ودعا فيها بالبركة" (¬3). (سبعون) في نسخة "سبعون رجلًا".

3579 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَال: كُنَّا نَعُدُّ الآيَاتِ بَرَكَةً، وَأَنْتُمْ تَعُدُّونَهَا تَخْويفًا، كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَقَلَّ المَاءُ، فَقَال: "اطْلُبُوا فَضْلَةً مِنْ مَاءٍ" فَجَاءُوا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ قَلِيلٌ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، ثُمَّ قَال: "حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ المُبَارَكِ، وَالبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ" فَلَقَدْ رَأَيْتُ المَاءَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ.
[فتح: 6/ 587]
¬__________
(¬1) رواه مسلم (2040) كتاب: الأشربة، باب: جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه بذلك.
(¬2) رواه أحمد 3/ 242.
(¬3) رواه مسلم (2040) كتاب: الأشربة، باب: جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه بذلك ...

الصفحة 622