كتاب منحة الباري بشرح صحيح البخاري (اسم الجزء: 6)

مِنَ النَّاسِ" قَال أَبُو سَعِيدٍ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا الحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ، فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ فَالْتُمِسَ فَأُتِيَ بِهِ، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَلَى نَعْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي نَعَتَهُ.
[انظر: 3344 - مسلم: 1064 - فتح: 6/ 617]
(ذو الخويصرة) اسمه نافع، (فأضرب) في نسخة: "أضرب".
(فقال: دعه) في نسخة: "قال له: دعه" أي: لا تضرب عنقه.
(إلى رصافة) بكسر الراء: العصب الذي يلوى فوق مدخل النصل. (إلى نضيه) بفتح النون وحكي ضمها، وبكسر المعجمة وتشديد الياء: القدح كما ذكره في الحديث (¬1)، وهو بكسر القاف وسكون الدال المهملة: عود السهم قبل أن يراش ويُنصَّل، وقيل: ما بين الريش والنصل.
(إلى قذذه) بقاف مضمومة وذالين معجمتين جمع قذة: وهي واحدة الريش الذي على السهم. (آيتهم) أي: علامتهم، ومرَّ الحديث في باب: ترك قتل الخوارج (¬2).

3611 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَال: قَال عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، فَإِنَّ الحَرْبَ خَدْعَةٌ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: "يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ، حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَا يُجَاوزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ".
[5057، 6903 - مسلم: 1066 - فتح: 6/ 617]
(سفيان) أي: الثوري. (عن خيثمة) أي: ابن عبد الرحمن
¬__________
(¬1) يعني قوله في الحديث: وهو قدحه.
(¬2) سيأتي برقم (6933) كتاب: استتابة المرتدين، باب: من ترك قتال الخوارج.

الصفحة 642