كتاب منحة الباري بشرح صحيح البخاري (اسم الجزء: 6)

(خالد) أي: ابن مهران الحذاء.
(على أعرابي) قيل: هو قيس بن أبي حازم (¬1).
(بل هي حمى) في نسخة: "بل هو حمى" فالتأنيث باعتبار السخونة، والتذكير باعتبار المرض. (تفور، أو تثور) معناهما: يظهر حرها، والشك من الراوي. (فنعم إذا) أرشده أولًا بقوله: (لا بأس، طهور إن شاء اللَّه) إلى أن الحمى تطهره وتنفي ذنوبه ليصبر وليشكر اللَّه عليها، فلما أبي ذلك واختار اليأس والكفر أن أجابه بمراده من أن حُماه تُزيره (¬2) القبور، وقد وقع مراده إذ ورد أنه ما أمس من الغد إلا ميتا (¬3).

3617 - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَال: كَانَ رَجُلٌ نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمَ، وَقَرَأَ البَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، فَكَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَادَ نَصْرَانِيًّا، فَكَانَ يَقُولُ: مَا يَدْرِي مُحَمَّدٌ إلا مَا كَتَبْتُ لَهُ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ فَدَفَنُوهُ، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ، نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا (¬4). فَأَلْقَوْهُ، فَحَفَرُوا لَهُ فَأَعْمَقُوا، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ، نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ فَأَلْقَوْهُ، فَحَفَرُوا لَهُ
¬__________
(¬1) قال ابن حجر في "فتح الباري" 6/ 625: وقع في "ربيع الأبرار" أن اسم هذا الأعرابي قيس، فقال في باب: الأمراض والعلل: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على قيس بن أبي حازم يعوده. فذكر القصة. ولم أر تسميته لغيره، فهذا إن كان محفوظًا فهو غير قيس بن أبي حازم أحد المخضرمين؛ لأن صاحب القصة مات في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقيس لم ير النبي - صلى الله عليه وسلم - في حال إسلامه، فلا صحبة له، ولكن أسلم في حياته.
(¬2) تزيره: بضم التاء المثناة من فوق من أزاره: إذا حمله على الزيارة.
(¬3) ورد ذلك عند الطبراني في "الكبير" 7/ 306 (7213) من رواية شراحبيل والد عبد الرحمن فذكر نحو حديث ابن عباس - رضي اللَّه عنهما - وفي آخره قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أما إذا أبيت فهي كما تقول، وقضاء اللَّه كائن، فما أمسى من الغد إلا ميتًا" وبهذه الزيادة يظهر دخول هذا الحديث في الترجمة.
وذكر هذه الزيادة أيضًا الهيثمي في "معجمه" وعزاه للطبراني في "الكبير" وقال: وفيه من لم أعرفه. "مجمع الزوائد" 2/ 307.
(¬4) كذا في الأصل: فألقَوه بفتح القاف، وفي (س) بضم القاف.

الصفحة 647