كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 6)

بالعلم التجريبي بعد مئات السنين من نزول القرآن الكريم والتي تسكت وتخرس أي متهجم ومتهكم ومجادل في اللّه بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير. ولقد فصلنا ذلك في كتابنا (المنظار الهندسي للقرآن الكريم)، فأحيل القارئ الكريم إلى هذا الكتاب ليجد تفاصيل رائعة في هذا الموضوع.
وإذا ما عدنا إلى الثوابت القرآنية الشاملة في عدد التكرارات ونسب السور والآيات والكلمات سنجد أنها سبقت الحقائق العلمية الآتية التي اكتشفت حديثا:
* إن نسبة البحار إلى اليابسة وهي حوالي 75 - 80 خ، ونسبة الماء في جسم الإنسان حوالي (65 خ وزنا، 83 خ من دم الإنسان كما ويحتوي المخ على 75 خ ماء)، وكذلك نسبة ورود كلمات البر (12) والبحر بكل تراكيبها اللغوية (41) بما يشكل نسبة (36، 77 خ) نسبة البحر إلى البر. يقول الدكتور محمد جميل الحبال: كلمة البر وردت (12) مرة، والبحر كمفردة وردت (33) مرة أي نسبة (27 خ) للبر و (73 خ) للبحر، وهاتان النسبتان هما تقريبا نفس نسبة وجود وتوزيع الماء واليابسة على سطح الكرة الأرضية (144 مليون كيلومتر مربع لليابسة و365 مليون كيلومتر مربع للماء، أي نسبة 29، 28 خ لليابسة و71، 71 خ للماء)، وهكذا يعلمنا القرآن الكريم تطابق خلقه تعالى في كونيه المنظور والمقروء «1».
* الوزن الجزيئي للماء هو مجموع الأوزان الجزيئية لذرات الهيدروجين والأوكسجين ففي الماء النقي العادي مثل ماء المطر يكون الوزن الجزيئي (2/ 1+ 16 18) وهذا يزيد بواحد عن تكرار كلمة (الماء) معرفة ويساوي حاصل الفرق بين تكرار كلمة (ماء) نكرة وتكرار كلمة (الماء) معرفة. وفي ماء بيروكسيد الهيدروجين يكون الوزن الجزيئي (2/ 1+ 2/ 16 34) وهذا ينقص بواحد عن تكرار كلمة (ماء) نكرة، وإذن يكون مجموع الأوزان الجزيئية للحالتين هو (18+ 34 52) متطابقا مع مجموع تكرار كلمة (ماء) نكرة وكلمة (الماء) معرفة هو (17+ 35 52)، فسبحان الخالق في كونه المنظور الواصف في كونه المقروء.
ونظرا للأهمية القصوى لهذا المركب العظيم فقد جعل اللّه تعالى خزائنه مذنبات في
______________________________
(1) الدكتور الطبيب الاستشاري محمد جميل الحبال، (العلوم المعاصرة في خدمة الداعية المسلم)، ص 3.

الصفحة 10