كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 6)

من نزولها كأمطار إلى تشكل الينابيع والأنهار والعيون أو المياه الجوفية، والتي من كل تلك الأنواع يكون الزرع والغذاء للناس والدواب.
ولنتدبر أيضا بعض الآيات الأخرى التي وإن ذكرنا بعضها من وجهة نظر السحب والرياح في الكتاب السابق إلا أننا سنتطرق لتفاصيلها هنا من وجهة نظر تشكل المطر وأنواع المياه وبشكل مختصر.
يقول تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ ويُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ ويَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ (43)، (النور: 43) ... اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ ... ، (الروم: 48) ...
وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ (22)، (الحجر: 22) ... وجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً (27)، (المرسلات: 27) ... وأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا ونَباتاً (15) وجَنَّاتٍ أَلْفافاً (16)، (النبأ: 14 - 16).
من الآيات الكريمة نخرج بالمفاهيم الآتية عن الأمطار:
1 - النوع الأول من السحب هو النوع الركامي الذي يشبه الجبال. وهذا النوع الركامي ينزل منه المطر وبعض البرد. ويصحب عمليات نزول البرد والمطر برق خاطف للبصر.
2 - النوع الثاني من السحب هو النوع (البساطي) والرياح لها دور رئيسي في تشكيله على هيئة تنزل مطرا فيما بعد.
3 - إن الرياح لواقح للسحب ويتوقف نزول المطر على هذا التلقيح.
4 - لا يستطيع البشر تخزين ماء المطر مهما كانت قدراتهم ومهاراتهم لأن كل دقيقة تتبخر ملايين الأطنان من بحار ومحيطات القشرة الأرضية كما يذكر لنا أهل الأنواء والسحب.
5 - أن (المطر التضاريسي) ينزل بتسخير اللّه للجبال الشاهقة التي تعمل على تبريد السحب وإنزال المطر.

الصفحة 15