كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 6)

الفصل الثالث المياه الجوفية ( Underground Water)
بعد ذكرنا لدورة المياه في الطبيعة، وأنه بعد سقوط المطر فإن نسبة منها تكون العيون والينابيع ومن ثم الأنهار، والقسم الآخر يغور في الأرض ليكون المياه التي تعرف بالمياه الجوفية.
تتساقط الثلوج والأمطار على أعالي الجبال حيث تسيل وتندفع إلى أسفل بفعل الجاذبية مكونة الأنهار والبحيرات وجزء من هذه المياه يتسرب إلى باطن الأرض مكونا المياه الجوفية، وجزء آخر يتبخر مع ارتفاع درجة الحرارة والجزء الباقي يتجه نحو البحار والمحيطات حيث تكتمل الدورة والتي تبدأ بالتبخر من البحار والمحيطات مكونة السحب والتي بدورها تتساقط منها المياه أو الثلوج حسب درجة الحرارة والارتفاع عن سطح البحر .. تمتص جزيئات التربة من المياه السطحية سواء كانت من الري أو الأمطار ما يعادل سعتها الشعرية وما زاد عن ذلك يتسرب إلى باطن الأرض ويأخذ شكلا يتوقف على تكوين الطبقة الصماء السفلي. وقد يكون سطح المياه الجوفية أفقيا في حالة وجود جيوب في هذه الطبقة وفي هذه الحالة تكون المياه راكدة أي لا سرعة لها وفي الحالة الثانية قد يكون سطح المياه منحدرا وهي الحالة العامة للمياه الجوفية.
وتستخدم الآبار في تخفيض منسوب سطح المياه الأرضية لإمكانية إقامة المنشآت الهندسية مثل عمليات الحفر اللازمة للأساسات والإنفاق وخطوط أنابيب المجاري وخلافه.
وغالبا ما يتم إحاطة موقع البئر بمجموعة من الآبار لضمان تخفيض منسوب المياه الأرضية حتى يتم الحفر وصب الأساسات على الناشف بقدر الإمكان .. ويجب أن لا تتداخل الآبار بصورة تؤثر على تصريف المياه المضخوخة وعليه يجب تحديد أقل مسافة بين هذه الآبار حتى تعمل بكفاءة عالية «1» ..
الصورة القرآنية للمياه الجوفية
بعد هذه المعلومات الدقيقة حول المياه وأحوالها في آيات اللّه المنظورة دعونا نتصفح
______________________________
(1) أساسيات الجيولوجيا الهندسية، د. محمود توفيق سالم، ص 117 - 134، بتصرف.

الصفحة 22