كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 6)

قد يقول البعض إن الإنسان تمكن الآن بفعل التقنيات الحديثة من التنبؤ بأماكن المياه في الصحراء واستخراجها مثل استخراج النفط حيث تفجر آبار النفط وينابيعه بعد ما تسحب من أعماق سحيقة من الأرض باستخدام أبراج وتقنيات خاصة بذلك، وهذه المياه المسحوبة تجمع لتكون آبارا تستخدم. ولهؤلاء نقول أ ليس كل ما توصل إليه الإنسان جاء بعد رحلة ماراثونية عبر العصور من تراكم العلوم والأفكار والنظريات البشرية التي كان على رأسها ما جاء من علوم عبر كتب اللّه السماوية وما تنزل من علمه سبحانه بواسطة أنبيائه عليهم السلام وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام وبواسطة تسخير الأرض لنا هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)، (الملك: 15)، وكذلك ما وهبه لنا من عقول تصنع وتبدع فلو أن الماء قد قدر له أن يصل إلى أعماق سحيقة تصل إلى جوف الأرض وهو ما شرحناه في كتاب الحديد فأي جهاز يستطيع سحبها؟ الجواب لا يوجد. وبالتالي فعلى الإنسان مهما بلغ في التقدم والرقي أن لا ينسى نعمة اللّه عليه ومنه وفضله ويكون من الطائعين المتذللين له سبحانه لأننا لا نعدل حتى نقطة في محيط خلق اللّه. ثم أ لا ترون أن مسألة تفجير المياه وغيرها والتي شرحناها في هذا الكتاب تكمن في قوله تعالى: وقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً (91)، (الإسراء).
المياه الجوفية وخروجها على شكل ينابيع

الصفحة 25