كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 6)

تكون الطبقات غير النفاذة التي تمنع غور المياه إلى الجوف
المياه الجوفية أكبر بكثير مما نراه على سطحها، فهي معين لا ينضب سخر لخدمة البشر. والْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (30) أَخْرَجَ مِنْها ماءَها ومَرْعاها (31)، (النازعات: 30، 31). أي فجر منها الأنهار والعيون والجداول والبحار. وقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ ويا سَماءُ أَقْلِعِي وغِيضَ الْماءُ وقُضِيَ الْأَمْرُ واسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44)، (هود: 44). فماء الطوفان الهائل الذي خرج من التنور ونزل من السماء قد غيض أي نزل إلى جوف الأرض بعد حادثة الطوفان التي جعلت مستوى المياه يصل إلى أعماق الكهوف في داخل الجبال بل إلى قمم الجبال. وقد أثبتت البحوث حقيقة الطوفان كما فصلنا في كتاب الآثار. والتنور هذا هو فوران الماء من العيون بشكل متدفق، وتأمل الوصف (فارَ التَّنُّورُ)، أي كان خروجه كفوران الماء في القدر وهو تعبير عن القوة والتدفق المستمر.
في الآية الكريمة أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وجَعَلَ لَها رَواسِيَ وجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (61)، (النمل:

الصفحة 29