كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 6)

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
مقدمة
الحمد للّه رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل وأشرف رسله وأنبيائه سيدنا محمد صلى اللّه عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد، فهذا هو كتابنا عن البحار والمياه عموما في كتاب اللّه الكريم.
يعتبر السبق القرآني في هذا الموضوع من الأمور التي تسترعي انتباه الباحثين والمراقبين لما فيها من أمور عجيبة. ولقد فصلنا في كتابنا (المنظار الهندسي للقرآن الكريم) في هذا الموضوع الشيء الكثير، وربطناه مع موضوع التربة وهندستها في الكتاب العزيز خصوصا ما يتعلق بالتربة المنتفخة كما قال اللّه تعالى في سورة (الحج) ... وتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ ورَبَتْ وأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)، (الحج: من الآية 5) .. كما وأشرنا إلى موضوع التربة السبخة وتاريخ الإجهادات واستقرارية المنحدرات وهندسة الأسس وغير ذلك من المواضيع، كذلك فصلنا الكثير في موضوع المياه وهندستها في القرآن الكريم. ومن الكتب القيمة في هذا الموضوع أيضا كتاب المهندس عامر الدليمي (المياه في القرآن) والصادر عن دار النفائس ببيروت.
ذكرنا في الكتاب السابق من هذه السلسلة السبق القرآني لموضوع السحب والرياح والبرق، ومعلوم أن هذه الأمور ترتبط ارتباطا لا انفصام فيه مع موضوع الماء وأشكاله على الأرض من حيث علاقته بكيفية تبخر المياه من المحيطات وتشكل الدورة الهيدرولوجية.
وسنحاول في هذا الكتاب تفصيل نقاط أخرى عن آيات اللّه المسطورة في مواضيع المياه.
تتنوع أشكال الماء على وجه الأرض وفي جوفها، فمنها السطحي وتقسم إلى المياه السطحية العذبة ومنها الأنهار والعيون والينابيع والآبار وغيرها، وكذلك المياه السطحية المالحة كالبحار والمحيطات. ومن أقسام المياه، المياه الجوفية التي تغور في الأرض لتشكل الاحتياطي الاستراتيجي للعيش وديمومة الحياة على هذا الكوكب الفريد.
وإنك لتجد أخي القارئ الكريم وأنت أختي القارئة الكريمة هذه الصور من خلق اللّه تعالى لهذه المادة الحيوية موجودة أمامك بتفاصيل عجيبة في القرآن الكريم. ولو أردنا

الصفحة 3