كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 6)

15. الجناس اللاحق وهو اختلاف (ابلعي) و (أقلعي). بالباء والقاف.
16. الطباق المعنوي لأن (ابلعي) إدخال، و (أقلعي) إخراج.
17. الاستطراد وهو قوله (بعدا للقوم الظالمين).
18. المجاز في مخاطبة الأرض ب (قيل) كمخاطبة العقلاء.
19. مجاز أيضا في البلع على سبيل الاستعارة.
20. في قوله تعالى (ابْلَعِي ماءَكِ) إشارة إلى ارتداد ما خرج من الأرض.
21. الإيجاز في بلعت وأقلعت (وَغِيضَ الْماءُ) «1».
والحديث عن المياه لا بد أن يجرنا للحديث عن ماء زمزم، هذا الماء الموجود في البئر الذي لا زال يجود بخيره على الخلق منذ 4000 عام ولم ينقطع يوما واحدا، ولا يوجد على وجه الأرض أو جوفها بئرا آخر استمر طيلة هذه المدة دون انقطاع. فقد أجرى باحثون تجاربهم على ماء زمزم وبعد دراسات طويلة ومقارنات مع عدة مياه لآبار وعيون وأنهار وبحيرات وبحار ومحيطات والماء المقطر وماء المطر، وجدوا أن ماء زمزم هو الأمثل من حيث العذوبة والنقاوة ودرجة الحامضية والأملاح المعدنية ومقاومة التلوث من بقية المياه. كما تبين أن هذا البئر يقل ماؤه مع ازدياد المطر على مكة، ويزداد ماؤه عند انقطاع المطر، الأمر المعكوس تماما مع حالات لآبار أخرى .. ولا تزال التجارب تجرى على قدم وساق حول إمكانية استخدامه كعلاج تصديقا لقول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ((ماء زمزم لما شرب له)) «2» .. وسنذكر ذلك في كتاب الصيدلة من هذه السلسلة.
فأي إعجاز رائع هذا، وسبحان اللّه حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين يظهرون يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون.
______________________________
(1) الإيجاز في آيات الإعجاز، الطبيب الشيخ محمد أبي اليسر عابدين، ص 187 - 189، بتصرف.
(2) رواه ابن ماجة والبيهقي والدار قطني وابن أبي شيبة والحاكم، سنن ابن ماجة، ج/ 2، ص 1018، سنن البيهقي الكبرى، ج/ 5، ص 148، وسنن الدار قطني، ج/ 2، ص 289، وسنن ابن أبي شيبة، ج/ 3، ص 274، والمستدرك للحاكم، ج/ 1، ص 646.

الصفحة 31