كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 6)

الفصل الرابع الأنهار والمياه السطحية
كما فصّل القرآن الكريم في موضوع المياه الجوفية فإنه فصّل أكثر في المياه السطحية، السبب ببساطة أن الماء السطحي مرئي ملموس على عكس الماء الجوفي. وقد اختلفت صور الطرح للمعلومة العلمية للماء السطحي بين القصة والمثل والمعلومة المباشرة.
فمثلا ضرب مثالا لحالة رجلين لهما بساتين أحدهما شاكر لنعمة ربه والآخر جاحد ناكر متكبر، فكانت النتيجة أن الأخير قد دمرت بساتينه كعقوبة لتكبره على ربه.
يقول اللّه تعالى واضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ وحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها ولَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً (33) وكانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقالَ لِصاحِبِهِ وهُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا وأَعَزُّ نَفَراً (34) ودَخَلَ جَنَّتَهُ وهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً (35) وما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً ولَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً (36) قالَ لَهُ صاحِبُهُ وهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي ولا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً (38) ولَوْ لا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا ووَلَداً (39) فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ ويُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً (40) أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً (41) وأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها وهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها ويَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً (42)، (الكهف: 32 - 42).
تأمل النص الكريم، فستجد الأمور التالية:
1. مبتدأ بقوله تعالى (وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً)، خلال الأرض أي على سطحها وليس في جوفها.
2. ثم تأمل القصة بكاملها وكيف أن الشكر وعدم التكبر طريق للوصول للنجاح

الصفحة 32