كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 6)

رَواسِيَ وأَنْهاراً ومِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3) (الرعد: 3) .. وأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وأَنْهاراً وسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15) (النحل: 15) .. أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وجَعَلَ لَها رَواسِيَ وجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (61)، (النمل: 61) .. خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) (لقمان: 10) .. وجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً (27) (المرسلات: 27).
كما نجد ذلك في قوله تعالى: أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً ومِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ والْباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ (17)، (الرعد: 17).
واضح أن الآية تتحدث على علاقة نزول المطر بتكون الأودية أي الجداول الصغيرة بقدر معين وجرت بسريان معين ليتكون هذا الزبد الأبيض أو التجمعات الملحية المصاحبة لجريان الماء بسرعة. كما وتتحدث الآية المباركة عن عملية تكون الزبد أو الخبث في صناعة المعادن والتي شرحناها في كتابنا (المنظار الهندسي للقرآن الكريم).
أثبتت الدراسات في القرن العشرين الميلادي أن المصدر الرئيسي لمياه المجاري النهرية هو بلا جدال كميات مياه الأنهار التي تسقط على مناطق المنبع، أو الأجزاء العليا من حوض النهر التي تغذي منابع النهر الرئيسية وتزود روافده بكميات هائلة من المياه. ولقد أشارت أعلاه إلى هذه الحقيقة التي أثبتتها الدراسات المتخصصة التي أجريت في عصر التقنيات المتطورة. ولم تثبت هذه الحقيقة في هذه الآية حسب، بل إن هناك آيات أخرى في القرآن الكريم تناولت ذكر هذه الحقيقة بوضوح، فمنها قوله تعالى:
أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وأَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً وجَعَلْنَا الْأَنْهارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وأَنْشَانا مِنْ

الصفحة 35