كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 6)

الفصل الخامس البحار
فوائد البحار:
الماء المالح وتحمله الأثقال كالجبال إشارة إلى السفن التي لم تكن وقت نزول الآيات بحجم الجبال، بينما يتدخل خلاله أخف الأمور كالأبر، ومِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (32)، (الشورى: 32) .. ولَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (24)، (الرحمن: 24).
نسبة توزيع البحار في الأرض هي الأمثل فلو زادت أو قلت لتغير الأوكسجين زيادة أو نقصانا فأدى إلى استمرار الحياة. نسبة توزيع المياه في الأرض نفسها في جسم الإنسان وهي نفسها نسبة الماء إلى اليابسة في القرآن الكريم، فهذا هو نظام التوحيد.
اسم البحر، اسم على مسمى، فهو الخير كله لمن أراد، والشر كله لمن يكتب اللّه عليه ذلك، وهو محل اختبار إذا ركبنا الموج. فلحمه ولآلئه، وجماله ومخلوقاته، وتأثيره البيئي الرائع في دورة الرياح والمطر التي ذكرناها وحمله السفن للنقل والتجارة .. وهو الغرق والعذاب في الدنيا وهو البحر المسجور قبيل القيامة وأثناءها.
وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَاكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا وتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ ولِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ولَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14)، (النحل: 14) ... أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ والْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ويُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (65)، (الحج: 65) .. اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ ولِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ولَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12)، (الجاثية: 12).

الصفحة 40