كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 6)

الْمَشْحُونِ (41)، (يس: 41) .. * اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ ولِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ولَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12)، (الجاثية: 12) «1».
مواطن استخراج الحلي:
يقول اللّه تعالى: وما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وهذا مِلْحٌ أُجاجٌ ومِنْ كُلٍّ تَاكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ولَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12)، (فاطر: 12).
تستخرج الحلي كما هو معروف من البحار حصرا. فهل يعقل أنها موجودة في الأنهر أيضا؟!. لقد جاء القرآن الكريم بحقيقة عجيبة، وهي أن الأنهار موجود فيها نفس تلك اللئالئ. فحار المفسرون العرب والمسلمون من الأوائل في تلك الآية، إذ كيف يفسرون أن اللؤلؤ والمرجان والحلية تخرج من أنهار تعاملوا معها كالنيل والفرات ودجلة وغيرها، وهي فعلا خالية منها. لكن بعد 1400 عام اكتشف بأن الأنهار تختلف في مواصفاتها كالحرارة والكثافة وأمور أخرى، وفعلا وجدوا أن أنهار العرب تلك لا يوجد فيها حلي مما وصفه القرآن لأن مواصفاتها لا تسمح لها بتكوين تلك الحلي، ولكن اكتشف أن هناك أنهارا أخرى في العالم في أوروبا وأمريكا تتكون فيها تلك الحلي، فمن أخبر رسول الإسلام صلى اللّه عليه وسلم، أو ليست تلك دلالة أن الإسلام دين عالمي لا يقتصر على العرب «2».
فواصل البحار:
عند ما يكون الإنسان على متن طائرة، وينظر إلى الأسفل فوق مصبات الأنهار وفتحات الخلجان يرى منظرا عجيبا، إنه يرى امتداد مصب النهر أو الخليج في شكل لسان ممتد في مياه البحر أو المحيط، قد يطول ليبلغ عشرات أو مئات الأمتار ... وتبدو أطراف هذا اللسان وكأنها حاجز بين كل من البحار والأنهار ... ويتغير وضوح هذا الحاجز تبعا للمكان والزمان، فهو واضح بين ماء النهر، وماء البحر إذا كانت حالة المياه مستقرة هادئة، فإذا اضطربت الأمواج وارتفع منسوبها فإن وضوح هذا الحاجز يقل، وتصعب رؤيته. أما مكان الحاجز وشكله، فإنهما يتوقفان على كمية وسرعة الماء
______________________________
(1) قرص سلسلة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، البحار، بتصرف.
(2) سلسلة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، البحار، قرص مدمج، بتصرف.

الصفحة 42