كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 6)

باليابسة. ويبلغ عمق البحار أكثر من ثمانية كيلومترات وقد ترتفع بعض سلاسل الجبال فوق قاع البحر مكونة جزرا كبيرة أو صغيرة. ويرجع تغير شواطئ البحار إلى حركة المياه المستمرة وكمية الطاقة الهائلة التي تختزنها الأمواج والتيارات البحرية والتي قد تظهر على شكل تحريك كتل هائلة من الصخور أو على شكل سرعات عالية جدا للتيارات والأمواج. ويختلف نوع التيارات وقوة تأثيرها ومجال عملها تبعا لعمق المياه. ففي الأنهار ذات الأعماق القليلة نسبيا فإن الدوامات النهرية - وحسب الموسم - أقل تأثيرا وشدة منها في البحار والمحيطات.
المد والجزر:
هي تلك الظاهرة الطبيعية الناشئة عن ارتفاع البحر ثم انخفاضه في حركة بطيئة دورية منتظمة بمعدل مرتين في كل يوم قمري (24 ساعة وخمس دقائق)، ويتضح لمن يراقب سير هذه الحركة أنها تتبع في ظاهرها سير القمر فيحدث ارتفاع الماء عقب عبور القمر (في سمت الرأس) في زمن يكاد يكون ثابتا ويسمى الفرق بين منسوبي المياه في المد والجزر ((بالمدى)) أو سعة الذبذبة المدية، ويتغير المدى يوميا فيصل إلى أقصاه عند ما يكون القمر محاقا أو بدرا أي في أول الشهر العربي ومنتصفه، ويصل إلى أدناه عند ما يكون القمر في الربع الأول والثالث .. والمد والجزر المحسوب بالمعادلات لا يتعدى 50 سم ولكن ارتفاع تيارات المد والجزر قد يصل إلى ارتفاعات غير عادية تتعدى عشرات الأمتار وذلك بسبب انعكاس حركة المياه الصاعدة والهابطة نتيجة تعاريج الشاطئ ويمتد تأثيرها لأعماق قد تصل إلى 300 مترا وقد يتحول المد والجزر في الشواطئ غير المنتظمة إلى تيارات تكتسب على النطاق المحلي سرعات تتفاوت بين 16 إلى 20 كم/ الساعة وبذلك تصبح عوامل نشطة للتآكل والترسيب.
اتجاه الرياح وقوتها وتردد العواصف:
الرياح هي كتل من الهواء تتحرك في اتجاه مواز لسطح الأرض أما تيارات الهواء فهي كتل من الهواء تتحرك في اتجاه مائل على سطح الأرض ويرجع سبب هبوب الرياح إلى أن الجو يميل بطبيعته إلى تسوية الاختلافات في درجات الحرارة، فإذا ارتفعت درجة حرارة منطقة ما أرضا وهواء مثلا تمدد الهواء عندها فتقل كثافته فيرتفع إلى أعلى ثم يتدفق في الارتفاعات العليا إلى مناطق هواؤها عند السطح أبرد فينتج عن ذلك ضغط في تلك المناطق تندفع بسببه الرياح منها إلى المنطقة الأولى وكلما زاد الاختلاف في درجة الحرارة زادت بطبيعة الحال شدة الرياح. أما اتجاه الرياح فيعرف بالنقطة على البوصلة التي تأتي منها الرياح بالنسبة

الصفحة 48