كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 6)

الفصل الأول الماء أصل الحياة
يقول الرازي رحمه اللّه تعالى في مختار الصحاح (ج: 1 ص: 267) عن معنى الماء في اللغة ما نصه:
(م وه الماء معروف والهمزة فيه مبدلة من الهاء في موضع اللام، وأصله موه بالتحريك لأن جمعه أمواه في القلة ومياه في الكثرة مثل جمل وأجمال وجمال، والذاهب منه الهاء لأن تصغيره مويه .. وموه الشيء تمويها طلاه بفضة أو ذهب وتحت ذلك نحاس أو حديد ومنه التمويه وهو التلبيس والنسبة إلى الماء مائي وإن شئت ماوي).
ولا يقتصر معنى الماء على ماء الشرب، ولكن قد يتعدى إلى معنى السائل أو المائع، لأن العرب تطلق لفظ الماء على السوائل التي يعتاد استخدامها في حياتهم، وهو ما نفهمه من حديث النبي صلى اللّه عليه وسلم (ما من كل الماء يكون الولد) - الذي ذكرناه في كتاب (الوراثة والاستنساخ) من هذه السلسلة - والماء هنا يعني مني الرجل، واللّه أعلم.
الماء مادة متميزة عن بقية المواد الموجودة حولنا، وهي متكونة من عنصرين مهمين هما الهيدروجين (2 ذرة) وهو غاز يشتعل بسرعة وقوة هائلة ويعتبر من عناصر الكون الرئيسية، والأوكسجين (ذرة واحدة) وهو غاز يساعد على الاشتعال.
يرتبط هذان العنصران بآصرة تساهمية بحيث تشبه كل جزئية ماء مغناطيسا صغيرا يجذب إليه بقية الجزيئات المائية، وله من الخصائص تبعا لذلك ما يجعل منه متميزا في كل شيء من حرارة وتشكل وخاصية سطحية وغير ذلك كما سنرى.

الصفحة 5