كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 6)

ظلمات البحار:
في عام 1900 اكتشف علماء البحار الاسكندنافيون أن هناك أمواجا داخلية في المحيطات غير الأمواج السطحية المعروفة، وقد صورت هذه الأمواج في عام 1973 بواسطة الأقمار الصناعية، وطول هذه الأمواج الداخلية يبلغ حوالي 10 كم، وسمكها آلاف الأمتار، والمسافة بين الموجة السحيقة والأخرى المجاورة لها في الأعماق بلغ حوالي 3 - 4 كم. وهذا النوع من الأمواج لا يوجد إلا في المحيطات (البحار المظلمة)، حيث تبدأ الظلمة على عمق مائتي متر فقط وكلما زاد العمق زادت الظلمة حتى تصبح مطلقة على مسافة 1000 متر، حيث يستحيل وصول ضوء الشمس إلى تلك الأعماق بسبب تراكم طبقات المياه والموج الداخلي والخارجي الذي يسبب انكسار أشعة الشمس وتفرقها، وكذلك الغيوم الكثيفة التي تحجب ضوء الشمس، حتى أن الكائنات البحرية في تلك الأعماق لا تبصر ولا يوجد لها أدوات البصر ولكنها تعيش بسمعها.
مكّن العلم الحديث من الغوص إلى أعماق سحيقة بعد صنع الغواصات وأجهزة الغوص لأن الأعماق تصل إلى أكثر من 10 كلم، وقد يصل الضغط لحد يدمر الغواصين بل وحتى الغواصات نفسها لهول ذلك الضغط. وقد لوحظ أن البحار بتلك الأعماق تتشكل فيها طبقات مختلفة الكثافة وبالتالي فهي فيزيائيا مختلفة الخصائص الضوئية من تلك التي تسمح لأشعة الشمس بالنفوذ نزولا لطبقات تامة الظلمة لعمقها وكثافتها معا، لا يستطيع الغواص من الرؤيا لذا يلجأ لاستخدام الكشافات الضوئية في تلك الأعماق.
وتعليل ذلك أن الضوء المرئي أو ضوء الشمس في الحقيقة يتحلل إلى سبعة ألوان تعرف بألوان الطيف أو ما يعرف خطأ بألوان قوس قزح، وقزح هذا هو إله يعبد في الجاهلية لذلك نهانا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن قول ذلك وأمرنا بذكر قوس الرحمن. هذه الألوان كل منها له طول موجة خاص به وله طاقة خاصة به تبعا لذلك، وتختلف تلك الطاقات فيما بينها في اختراق أمواج البحار وطبقاتها المختلفة الكثافات التي ذكرناها آنفا. فعند ما يصطدم شعاع الشمس بسطح البحر يخترق معظمه مسافة 10 متر فقط وهي تلك المسافة التي تمكن الغواصين من الرؤية دون ضوء صناعي.
وبعد تلك الأعماق يتم امتصاص الطيف الأحمر تماما، فتبقى للمسافة التالية 6 أطياف هي بقية السبعة، فتتشكل طبقة ظلمة أشد من السابقة، ثم بعد ذلك بأمتار يمتص الطيف البرتقالي فتزداد الظلمة في تلك الطبقة، ثم يمتص بعد ذلك بأمتار الأصفر

الصفحة 52