كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 6)

نُورٍ (40)، (النور: 40) ... إن هذه الآية من قوله تعالى تصف البحر رأسيا: ونخرج منها بالحقائق الآتية:
أ - أن هناك أمواجا في الأعماق المظلمة توجد تحت الأمواج السطحية.
ب - أن هذه الأمواج لا توجد إلا في البحار اللجية (العميقة كثيرة المياه).
ج - أن مناخ المنطقة هناك ملبد دائما بالسحب والغيوم التي تحجب الضوء.
د - إن ما ذكر في الفقرات (أ، ب، ج) تسبب ظلمة مطلقة بحيث لا يرى الإنسان يده ..
أسلم عالم البحار المعروف جون كوستو بعد أن عرف بذلك السبق القرآني، وإليكم التفاصيل:
كلفت الأمم المتحدة فريقا دوليا من العلماء متخصصين في علوم البحار والرصد والفيزياء والكيمياء والأحياء وغيرها بأن يقوموا بمسح كامل لكل بحار الأرض وتصوير تفاصيلها والفروق والمواصفات التي يتمتع بها كل بحر على حدة .. وفعلا بدأ البحث تحت إشراف الأمم المتحدة وبرعايتها المباشرة، واستمر ما يقرب من 15 عاما منذ التخطيط له إلى انتهاء السفينة كاليبسو - اسم سفينة البحث - رسميا في بداية ثمانينيات القرن العشرين الميلادي من أداء مهام عملها. وعند انتهاءه أقام الفريق مؤتمرا صحفيا أعلن فيه رئيسه (العالم الفرنسي جون كوستو) أن المهمة كانت صعبة وجميلة في آن واحد، وعند ما سئل عن أبرز ما وجده من حقائق قال: (هناك أكثر من حقيقة أهمها أنني تعجبت لظاهرة عدم تداخل المياه بين البحار المختلفة رغم التقاءها، وكذلك فإنني وجدت أن لكل بحر خصائص تختلف عن البحر الآخر وكأنه عالم خاص منعزل حتى في أحيائه ونباتاته. كما وأنني اكتشفت ظاهرة وجود أمواج وطبقات وتيارات بحرية مختلفة داخل البحر الواحد، ومنها أنها تختلف كلما نزلنا في العمق حتى تصبح معتمة تماما، حتى أنني لم أر يدي حين أخرجتها في إحدى هذه الطبقات المعتمة في بحر الشمال). وقال أيضا (عند ما كنا ندرس الظاهرة التي اكتشفها العلماء وهي أن حاجزا بين الكتل البحرية المختلفة وتظل كما هي بخصائصها وأجيالها المائية بدون أن تختلط بعضها ببعض، والمعروف أنه بخاصية الانتشار كان على المواد الأكثر تركيزا أن تنتشر إلى الوسط الأقل تركيزا؛ فتكون جميعها متساوية في تركيبها وكثافتها ودرجة

الصفحة 55