كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 6)

ملوحتها ويصبح الماء كله متجانسا. ولكن هذا لم يحدث، وقد وجدنا أن هذا الحاجز بين كل بحر وبحر ونهر وبحر ونهر وآخر ... وهذا شيء محير فعلا) ... الأمر الآخر هو أنه لاحظ بأن كل بحر له خصائص يتميز بها عن بقية البحار، فمثلا بحر الشمال يعتبر بحرا مظلما مرعبا شديد الظلمة، ظلماته كأنها السحب المتراكمة بعضها فوق بعض، لا يكاد المرء يرى يده إذا وضعها أمام عينيه، وقال (لقد فعلت ذلك بنفسي فلم أر أصابع يدي).
وحين انتهى المؤتمر ذهب لغرفة كوستو رجل تركي مسلم وأخبره بأن كل ما اكتشفه طيلة هذا العمل الجبار الذي تطلب كل هذا الجهد والمال والوقت والاهتمام والرعاية كان كتاب المسلمين قد ذكره قبل بعثة كاليبسو هذه ب 1400 عام، فلم يصدق في بداية الأمر حتى أنه اتهم الرجل بالجنون والتهكم بالعمل الجبار الذي قام به وفريقه، وقال (لا يمكن أن يكون كتاب ديني يتحدث عن علم يقيني). لكن الرجل التركي امتص غضبه، حينها قال كوستو: (إذا كنت تدعي أن كتاب المسلمين ذكر ذلك فما يدريني أنك سمعت كلامي فدسسته على كتابكم هذا، اذهب فأت لي بقرآن مترجم للفرنسية مطبوع في ثلاثينات هذا القرن كي أتأكد أنكم لم تدخلوا عليه كلامي)، فذهب الرجل ليبحث حتى حفيت قدماه عن هذا القرآن المترجم حتى وجده بعد جهد جهيد.
فلما أتى له به وقرأ الآيات فقد صوابه وقال: (هذا لا يعقل لقد جربت ذلك بنفسي، أ يعقل أن يكون محمد قد جربها قبلي منذ ألف وأربعمائة عام. لا يمكن أنا أخرجت يدي في بحر الشمال ولم أستطع رؤيتها لشدة الظلمة، فهل كان محمد بحارا؟!).
بعدها أيقن أن الإسلام والقرآن حق لا يمكن أن يكون من عند بشر. ثم ما لبث أن خرج على القوم في المركز الصحفي التابع لبنائة الأمم المتحدة في نيويورك ليعلن أنه ليس الشخص الأول الذي عرف هذه الحقيقة ووثقها للعالم، بل كان ذلك القرآن الكريم ورسول الإسلام محمد صلى اللّه عليه وسلم، وأنه يعلن أمام العالم أجمع أنه (لا إله إلا اللّه وأن محمدا رسول اللّه). فأسلم الرجل وحسن إسلامه وأصبح داعية ولكنه محارب ومكروه من قبل نفس المؤسسة الأممية (الأمم المتحدة) التي كلفته بأن يعدّ أكبر برنامج عالمي لتوثيق بحار الأرض وتصويرها تلفزيونيا على شكل حلقات وعرضها في كل تلفزيونات العالم. وفجأة قطع هذا البرنامج في كل التلفزيونات بعد أن أحبه الناس وتابعوه، كل ذلك لما ذا؟، لأن

الصفحة 56