كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 6)

ركائز تلك الأسرار .. فقد أثبتت البحوث الحديثة أن أسماك البحر فقط فيها من التنوع ما يفوق أي جنس حيواني آخر على يابسة الأرض، وفيها من الألوان والأشكال والأنواع ما لو سخرت له الإمكانات العلمية لدول عملاقة لاحتاج الأمر إلى تكاليف هائلة ولتطلب زمنا طويلا جدا لأجل فك رموز بعض هذه الأسرار.
أما عن ما جاء من ذكر لهذا العالم أي عالم البحار وما فيها من حياة وحيوان ونبات في القرآن الكريم، فقد تكلمنا عن بعضها آنفا في موضوع ما في البحار من رزق وجمال. ولكن حيوانات البحار عموما تدخل ضمن التصنيف العام للحيوانات التي وضع قواعدها القرآن الكريم وكما سنفصل في كتاب الحيوان من هذه السلسلة بإذن اللّه تعالى.
ولكن إجمالا وردت لفظ الدابة، وهو يشمل كل ما يدب على الأرض أو تدب فيه الحياة من حيوان أو نبات بريا كان أم بحريا، في الآيات المباركات أدناه:
وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ ولا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)، (الأنعام: 38) .. * وما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها ويَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها ومُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (6)، (هود: 6) .. إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي ورَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)، (هود: 56) .. واللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ ومِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ ومِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)، (النور: 45) .. وكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُها وإِيَّاكُمْ وهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60)، (العنكبوت: 60) .. ومِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ والْأَرْضِ وما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ وهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ (29)، (الشورى: 29) .. وفِي خَلْقِكُمْ وما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4)، (الجاثية: 4) ..
ولكن القرآن الكريم ذكر حوت البحر تحديدا في قصة سيدنا يونس عليه السلام والذي لقب بصاحب الحوت فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وهُوَ مُلِيمٌ (142)، (الصافات: 142)، والذي سنتطرق للإعجاز القرآني في مجال علم النبات في كتاب النبات من هذه السلسلة، إذ كان لنبات القرع الدور الطبي الرئيسي في الحفاظ على حياة سيدنا يونس عليه السلام.

الصفحة 67