كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 6)

والماء قبل كل شيء مخلوق وهو سبب الحياة وباعثها، إذ أن جبلة الخلية الحية (البروتوبلازما) محلول يحوي مواد معلقة في الماء وهي الوسط الذي ينشأ فيه جميع أنواع الحياة وترتكز عليه، ولا يمكن أن يوجد بروتوبلازم بغير ماء ولا حياة بغير بروتوبلازم ...
وليست الأجسام البشرية فقط هي التي تتكون أساسا من الماء وتموت بدونه، بل يشاركها في ذلك أيضا جميع أشكال الحياة التي وجدت في أي وقت من الأوقات فوق هذا الكوكب الأرضي .. ولقد ثبت للعلماء أنه ما من تفاعل كيميائي يحدث في الخلية أو في الكائن الحي عموما، إلا وللماء دور فيه، سواء بالواسطة أو التدخل الفعلي، سواء في عمليات البناء (يعني ربط الجزيئات بعضها بالبعض الآخر)، أو سواء في عمليات الهدم (يعني تفكيك الجزيئات بعضها عن بعض).
ويقدر متوسط نسبة وجود الماء في جسم الإنسان بنحو 65 خ من وزنه، ويحتوي دمه 83 خ ماء، وتحتوي الكلية أكثر من 82 خ ماء، ويحتوي المخ ماء يعادل ثلاثة أرباع وزنه، وتصل نسبة الماء في العظام إلى الخمس، وحتى الأسنان وهي أصلب عظام الإنسان تحتوي على 2 خ من وزنها ماء ... وهكذا يتغلغل الماء في كل أماكن الجسم وأعضائه، فهو يجري في عروقه وشرايينه وفي خلاياه وفي أنسجته ... الخ .. وتختلف نسبة وجود الماء في أجسام الحيوانات تبعا للنوع والبنية والظروف الحياتية، فهي في قنديل البحر مثلا 95 خ وهذه أعلى نسبة ماء في الحيوانات، بينما يتألف جسم الخنفساء من 48 خ من وزنها ماء، وهذه أقل نسبة ماء في الحيوانات ... وعموما فالحيوانات الصحراوية وحويصلات الحيوانات الطفيلية وأنواع الكائنات الدقيقة وأظلاف الحيوانات المجترة هي أقل الأشياء احتواء للماء، وفي عالم النبات تتفاوت هذه النسب أيضا، من الثمار الغضة الطرية التي تكون مشبعة بالماء كالآناناس والطماطم وكالبطيخ الذي يضرب الرقم القياسي لمحتواه المائي حيث يمثل الماء 97 خ من وزنه، ولكن نسبة الماء تقل في البذور وخاصة كلما جفت .. يتألف جزءي الماء من ذرة أوكسجين واحدة وذرتي هيدروجين، وهو متعادل كهربيا، وذرتا الهيدروجين غير موزعتين توزيعا متماثلا بل يرتبطان كلاهما بذرة الأوكسجين من جهة واحدة. ويشكل هذا الوضع بنيانا هندسيا عليه شحنة سالبة في جانب واحد وعليه شحنة موجبة في الجانب المقابل، ويعني هذا أن للجزيء قطبين كهربائيين مختلفين .. ولذا يوصف جزءي الماء بأنه (قطبي)، وهذه خاصية تمنح الماء

الصفحة 7