كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 6)

الفصل السادس الري والبزل وخزن المياه
حفلت آيات القرآن الكريم بذكر الماء وأهميته لحياة الإنسان والكائنات الحية ولا تكاد تخلو سورة من سوره المباركة إلا وذكرت أهمية الماء ونعمة اللّه تعالى بتسخيره للشجر كمطر ينزل من السماء أو كماء يخرج من باطن الأرض أو نهر يجري عليها، ومعلوم أن هندسة الري والبزل تختص بطرق وتقنيات السقي سواء كانت سيحية أو مطرية أو بالطرق الحديثة المحاكية لهاتين الطريقتين كالري بالرش والتنقيط وغيرها، ومعلوم أيضا ان علم وهندسة الهيدروليكا لهما ارتباط عميق وكبير مع هذين النوعين من الهندسة.
وفي القرآن الكريم آيات عديدة تصف الأرض والزراعة والمياه وهو ما يتعلق بعلم النبات الذي تطرقنا إليه بشكل جزئي في سلسلة ومضات ونترك تفاصيله لأهل الاختصاص لأنه يتعلق بعلم كيمياء النبات والتربة بينما تطرقنا إلى علم هندسة التربة والمياه وميكانيكيتها فقط. فعن قوله تعالى في سورة (الحجر: 22) وأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ (22).
نرى أن اللّه تعالى يشير هنا إلى نعمته على الناس بإرسال المطر والخير والبركة للزرع وغذاء البشر وقد خصص ذلك الأمر أي المطر بأنه لا يخزن ولم يقل بعدم إمكانية الخزن لمياه الأرض كالأنهار بواسطة السدود أي أنكم لا تستطيعون خزن مياه المطر بالميكانيكية العظيمة التي عليها والتي شرحناها سابقا وبهذا الشكل التوزيعي الرائع. إذ أثبتت البحوث العلمية أن ملايين الأطنان من الماء تتبخر من بحار الأرض خلال الدقيقة الواحدة، وهذا ما لا يمكن خزنه أبدا مهما بلغ الإنسان من تقنيات، وكما أثبتت التطبيقات الهيدروليكية وهندسة الري والبزل أن تغذية الري بالرش والتنقيط وهي تقليد ومحاكاة للمطر أنها من أنجح أساليب الري وأكثرها فائدة للنبات في الري السيحي ولكن ميكانيكية الرش والتنقيط نقطة في بحر إذا ما قورنت بالميكانيكية المطرية التي

الصفحة 71